فهرس الكتاب
الصفحة 928 من 978

وقوله: (( وما والاه ) )أي ما يحبه الله من أعمال البر، وأفعال القُرَب، وهذا يحتوي على جميع الخيرات، والفاضلات، ومستحسنات الشرع، وقوله: (( وعالم أو متعلم ) )العالم والمتعلم: العلماء بالله، الجامعون بين العلم والعمل، فيخرج منه الجهلاء، والعالم الذي لم يعمل بعلمه، ومن يعلم علم الفضول، وما لا يتعلق بالدين. والرفع في (( عالم أو متعلم ) )على التأويل: كأنه قيل: الدنيا مذمومة لا يحمدُ مما فيها (( إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم ) ) [1] ،فإذا رأى العاقل من ينافسه في الدنيا فعليه أن ينصحه ويحذّره وينافسه في الآخرة [2] .

17 -وفي قصة أبي عبيدة - رضي الله عنه - عندما قدم بمال من البحرين فجاءت الأنصار وحضروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح، فلمَّا صلى بهم الفجر، تعرَّضوا له، فتبسَّم حين رآهم وقال: (( أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء ) )؟ قالوا: أجل يا رسول الله، قال: (( فأبشروا، وأمِّلوا

ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم )) ، وفي رواية: (( وتلهيكم كما ألهتهم ) ) [3] .

(1) انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 10/ 3284 - 3285، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي القاري، 9/ 31، وتحفة الأحوذي للمباركفوري، 6/ 613.

(2) فقه الدعوة للمؤلف، 2/ 1007.

(3) متفق عليه: البخاري، كتاب الجزية والموادعة، باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب، برقم 3158، 4015، 6425، ومسلم، كتاب الزهد والرقائق، برقم 2961.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام