7 -وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (( نعم ) )، فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (( نعم، وفيه دَخَنٌ ) )، قلت: وما دَخَنُهُ؟ قال: (( قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتُنكر ) )، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: (( نعم، دُعاةٌ على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) )، فقلت:
يا رسول الله، صِفْهم لنا، قال: (( نعم: قومٌ من جِلدتنا، يتكلّمون بألسنتنا ) )، قلت: يا رسول الله، فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: (( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) )، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (( فاعتزلْ تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) ) [1] ، قال الإمام النووي رحمه الله: قوله: (( يهدون بغير هديي ) )الهدي الهيئة، والسيرة، والطريقة، قوله: (( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) )، قال العلماء: هؤلاء من كان من الأمراء يدعون إلى بدعة أو ضلال آخر كالخوارج، والقرامطة،
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الفتن، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة، 8/ 119، برقم 7084، ومسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال، وتحريم الخروج على الطاعة، ومفارقة الجماعة، 3/ 1475، برقم 1847.