فهرس الكتاب
الصفحة 705 من 978

فمن أخلص أعماله لله، متّبعاً في ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا الذي عمله مقبول، ومن فقد الإخلاص، والمتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو أحدهما فعمله مردود داخل في قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا} [1] ، ومن جمع الأمرين فهو داخل في قوله - عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ} [2] ، وفي قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [3] ، فحديث عمر - رضي الله عنه: (( إنما الأعمال بالنيات ) )ميزان للأعمال الباطنة، وحديث عائشة رضي الله عنها: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) )ميزان للأعمال الظاهرة، فهما حديثان عظيمان يدخل فيهما الدين كلّه: أصوله، وفروعه، ظاهره وباطنه، أقواله، وأفعاله [4] .

وقد تكلّم الإمام النووي على حديث عائشة رضي الله عنها كلاماً نفيساً، قال فيه: (( قوله - صلى الله عليه وسلم: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) )، وفي الرواية الثانية: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) )،قال أهل العربية: الردّ هنا بمعنى المردود، ومعناه: فهو باطل غير معتدٍّ به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه صريح في ردِّ كل البدع، والمخترعات [5] ،وفي الرواية الثانية زيادة وهي: أنه

(1) سورة الفرقان، الآية: 23.

(2) سورة النساء، الآية: 125.

(3) سورة البقرة، الآية: 112.

(4) انظر: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار، للسعدي، ص 10.

(5) المخترعات: أي في الدين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام