الأرض والسموات؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( هم في الظلمة دون الجسر ) ) [1] ، قال الإمام القرطبي رحمه الله: (( والجَسر - بفتح الجيم وكسرها - ما يُعبر عليه، وهو الصراط هنا، و (( دون ) )بمعنى فوق، كما قال في حديث عائشة رضي الله عنها: (( على الصراط ) ) [2] ، وقد جاءت الأحاديث التي تدلّ على أن الناس عند تبديل الأرض غير الأرض يكونون على الصراط بألفاظ متقاربة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله - عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} ، فأين يكون الناس يومئذٍ يا رسول الله؟ فقال: (( على الصراط ) ) [3] ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (( وفي رواية الترمذي (( على جسر جهنم ) )؛ ولأحمد من طريق ابن عباس عن عائشة: (( على متن جهنم ) ) [4] ، فظاهر الأدلة تقتضي أنه يذهب بهذه الأرض ويُؤتى بأرض أخرى [5] ، وقد جاء الحديث الصحيح في صفة الأرض المبدَّلة، وأنها بيضاء عفراء، فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقرصة النقي، ليس فيها علم لأحد ) ) [6] ، والأرض
(1) صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما،
1/ 252، برقم 315.
(2) المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 1/ 574، 7/ 352، وانظر: إكمال إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للأبي، 2/ 156.
(3) مسلم، كتاب صفة القيامة، والجنة والنار، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة،
4/ 2150، برقم 2791، والآية: 48، من سورة إبراهيم.
(4) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 11/ 376، ورواية الترمذي هي في سننه، برقم 3121.
(5) انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 7/ 351.
(6) متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب قبض الله الأرض يوم القيامة،4/ 248، برقم 6521، ومسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة،
4/ 2150، برقم 2790.