الثوري، وأحمد بن حنبل [1] .
وسئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ قال: (( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول ومِنَ الله الرِّسالة، وعلى الرَّسول البلاغ، وعلينا التَّصديق ) ) [2] ، وقال رجل للإمام مالك رحمه الله: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فقال: (( الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فإني أخاف أن تكون ضالاًّ وأَمَر به فَأُخرِج ) ) [3] .
وقيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله: الله - عز وجل - فوق السماء السابعة على عرشه بائنٌ من خلقه، وقدرتُه وعلمه في كل مكان؟ قال: (( نعم على العرش وعلمه لا يخلو منه مكان ) ) [4] ، وفي رواية: (( أنه سئل عن قوله:
{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} فقال الكلام السابق.
وهذه النقولات تدل على أن أهل السنة يثبتون الأسماء والصفات وما دلَّت عليه من المعاني العظيمة مع إمرارها كما جاءت بلا كيف. والمعيَّة معيتان: معيَّة عامة لجميع الناس، ومعيَّة خاصة تقتضي التوفيق [5] .
(1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، 3/ 430.
(2) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، 3/ 442، برقم 665.
(3) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، 3/ 441 برقم 664، وجوّد إسناده ابن حجر في فتح الباري، 13/ 406.
(4) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، 3/ 446، برقم 674.
(5) والإلهام، والنُّصرة.