بِهذا المضمر فى مواضع أخرى من كتابه كما في قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} (61) .
وقوله: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} (62) ، (63) .
والثاني: أن ذلك يختص بالله تبارك وتعالى فلا يقاس المخلوق بالخالق، لأن الخالق له أن يقسم بما شاء من خلقه تنبيهًا لشرفه، ولما فيه من الدلالة على قدرة الرب ووحدانيته وإلهيته وعلمه وحكمته وغير ذلك من صفات كماله، وأما المخلوق فلا يُقسم إلا بالخالق تعالى.
قال الشعبي: الخالق يُقسم بما شاء من خلقه والمخلوق لا يقسم إلا بالخالق.
وقال مطرف بن عبد الله: إنما أقسم الله بِهذه الأشياء ليعجب بِها المخلوقين ويعرفهم قدرته لعظم شأنِها عندهم ولدلالتها على خالقها (64) .
(61) سورة المعارج. آية (40) .
(62) سورة الذاريات. (23) .
(63) انظر: شرح السنة للبغوى (10/ 6) . المعلم للمازري (2/ 24) . المفهم للقرطبى (4/ 622) . المغنى لابن قدامة (11/ 163) . فتح البارى (11/ 533) . فيض القدير (6/ 207)
(64) انظر: المعلم (2/ 240) . المفهم للقرطبى (4/ 622) . المغنى (11/ 163) . طرح التثريب (7/ 145) . فتح الباري (11/ 533، 535) تيسير العزيز الحميد (590) .