فأئمتكم هم المنافقون الذين يرقبون النتائج ليتخذوا المواقف، فحيث مالت كانوا معها، أما أهل الحق فإنهم مع الحق إن كان وقت القوة والعزة، وهم معه إن كان وقت البلاء والمحنة.
لقد رأينا حكمتكم البالغة أين أوردت بأمة الاسلام، حيث خرق في الاسلام خرق فسكنتم، وزعمتم الحكمة، أي حكمة السكوت، فكبر الخرق، واتسع الشر، وساد الفساد، حتى دخل بيوت الناس وغلبهم، هذا مع أن شرط الحكمة البالغة أن تبلغ هدفها بإزالة الشر ونشر الخير، فكان البلوغ لكن على غير ما يحبه الله والمؤمنون.
هيا يا شباب الاسلام، فدعوا حكمة سعد بن عبادة المهتدية البالغة تعمل عملها، وسيروا بها حتى يطمئن صاحب شر على شره، وحتى يتحقق فيكم قوله تعالى وهو يرد على الملائكة قولهم:- (( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) )فقال الله لهم (( إني أعلم ما لا تعلمون ) )فكونوا أنتم هؤلاء الذين خلق الله الكون من أجله، وهم أحق بقوله تعالى (( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- (( لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبداً ) )
رواه مسلم.
قال الفقهاء الجدد:-
هذا من الآثار التي لا نحب نشرها، ولا أن يسمعها الناس منّا اليوم، فإن العالم اليوم يدعو للسلم، والله يقول:- (( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) )،ومثل هذه الآثار تسيء للاسلام والمسلمين، وتحرض البغضاء بين أصحاب الأديان المختلفة، ونحن نعلم أن الاسلام دين العدل، لا يفرق بين مسلم وغيره، بل هو يدعو للمحبة، والله يقول:- (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) )وغير المسلمين اليوم أغلبهم من الصنف الأول، فلا يجوز العمل في هذا الحديث اليوم، ولا تعليمه الشباب اذ يدفعهم لأمور لا نحبها لهم.
قال أهل الحق والقرآن:-
الأمم الحية تخرج ذخائر قوتها، وتستفز عوامل منعتها، وتشحذ همم رجالها وقت الملمات واجتياح الفتن وتكالب الأعداء، وأما أنتم فغرائبكم شطت بها الجهالات إلى ما لا تقوله الأديان، ولا ترضاها حكم العقول والأذهان، فلا دين الاسلام طرقتكم، ولا عقل الجاهلية أتبعتم، فلا ندري بأي لسان نخاطبكم، فما أشقى أمة أنتم هداتها وقادتها، فبمثلكم تعود العزة إلى ذل، والقوة إلى هوان، فكيف لو كان أمر الأمة في هوان يريد القوة، وفي ذل يريد العزة؟.