فهرس الكتاب
الصفحة 44 من 76

"اسلام البداوة والصحراء حالة زمنية ماضية يجب علينا أن نتجاوزها"وهذا يعني أن كثيراً من الفقه القديم إنما هو فقه مادته من تقاليد المجتمع العربي وليس من الكتاب والسنة، ويمثل الشيخ على ذلك البرقع وغطاء الوجه، بل يقول:- إن ما يمسيه الجهلة بالأصنام هي فن معاصر ينظر الناس إليه على وجه مختلف عن العربي البدوي في الصحراء، فهي أصنام في عقولهم لا في عقل الانسان الحضاري المعاصر.

الشيخ يرفض إرسال الجنود الغربيين إلى بلاد المسلمين، لكنه يطلب من المسلمين في داخل هذه الجيوش باحترام القوانين وتنفيذ الأوامر حتى لا يتهموا في وطنيتهم، ولكنه يرفض تكوين احزاب اسلامية في الغرب ويقول:- إن انضمام المسلمين للأحزاب القائمة أكثر نفعاً ويحقق مفهوم الاسلام الوطني الذي يدعو إليه.

القيادة التاريخية: لقد أخطأنا ونحن على استعداد لدفع ثمن الأضرار

في خطوة مفاجئة خرج أحد القادة التاريخيين لجماعات العنف والتفجير باليد ليعلن عن تراجعه الفكري، ويصرح أنّ صفحة جديدة سيتم فتحها مع الحكومة، بل وذهب أبعد من هذا حيث استعد أن يضمن الأموال التي تم اتلافها في حادثة كسر الأصنام.

الشيخ يقول إن التراجع عن الخطأ فضيلة، وأن تغير المذهب والرؤية الفقهية قد وقعت قديماً فالشافعي رحمه الله معروف عنه أنه له مذهبان، المذهب القديم الذي كان عليه قبل دخوله مصر، ومذهبه الجديد بعد دخوله مصر، وأن الدرسات الطويلة هي التي جعلته يتراجع عن خطه السابق، وهو يأمل بأن تقابل تراجعاته على اعادة فقه الموازنات، حيث يقول:- إن جماعته أصلاً لم تكن تقاتل على أساس تكفير الآخر، بل إن ما قاموا به هو ردة فعل على سياسة الضرب على الرأس، وقال:- إن العنف المتبادل كان لابدّ من توقفه، وهو يرفع الحرج عن الحكومة بأن يعلن عن مبادرته من طرف واحد.

(( فقه الموازنات ) )هو مفتاح الحل لحالة التراجع، حيث دل الواقع أن الأعمال المادية طريق ينتهي إلى الفتن، وهو يعطل طاقات الشباب عن خدمة بلدهم، كما يشغل الحكومة عن انجاز مشاريعها التنموية، كما يضعفها أمام أعدائها، ولذلك فالمصلحة تقتضي أن يلتقي الجميع في صعيد واحد لخدمة الأمة، وقد أصدر الشيخ كتباً عدة بين فيها شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشروط الحسبة، وهو يصرخ أن هذه الشروط لا يمكن تحققها اليوم من قبل العاملين في مجال الدعوة، كما أنه يصرح أنه على استعداد أن يقدم خدماته للحكومات التي تعاني من وجود دعاة التغير باليد وكسر الأصنام لأنه يملك الرؤية والتجربة في التعامل معهم.

المراقبون يأملون أن تثمر هذه المرجعات الفكرية في لجم حالة العنف العالمي، مع أن الكثير منهم يشكك في ذلك ويعزون هذا التخوف من انقلاب المراجعين إلى حالة تماهي مع الحكوماتـ حيث ذهبوا بعيداً في اثبات شرعيتها وشرعية مواقفها حتى لجماعات المعارضة السياسية، إذ أعطوا الحاكم حق اتخاذ المواقف بسبب ادراكه أكثر من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام