في لقاء سريع على هامش تسلم للجائزة صرح إن قبول المؤسسة الحاكمة لكلامه حول التماثيل والمنحوتات يدل على سعة صدرها وأنها تقبل الرأي المخالف لا كما يزعم أصحاب الفكر المستورد، لكنهم يرفضون أي ممارسة مادية، بل ويصرحون أنه إذا استطاع الدعاة اقناع الناس بإزالة هذه المنحوتات التراثية فلن تتردد الحكومات في ذلك، لكنها ترفض أن تدخل في عمل يؤدي إلى فتن بين الشعب الواحد.
يقول الشيخ: هذا مفتاح الكتاب، وهو البحث عن طريقة نكسر بها الأصنام من نفوس الناس حتى يحطمونها هم بأيديهم.
الشيخ لا يتردد في تسميتها أصناماً، ويرفض الهروب من هذا الاسم، وهذا ما يجعل كلامه نصف مقبول عند الحكومة ونصف مقبول ضد الجماعة، فهو يلتقي معهم في الاسم ويختلف في الأسلوب.
ويصرح الشيخ أن الحكومة أكدت له مراراً أنها لا تريد أن تدخل في سجال فقهي في شرعية الأصنام أو عدم شرعيتها، لكنها معنية بالقانون، وهو الضرب بيد من حديد على من يكفر أو يكسر.
يقول الشيخ في كتابه:- إن المنهج النبوي في بناء النفوس هو الأهم، لأن الأصنام لو كسرت اليوم دون أن تبنى النفوس فإنها ستعود غداً، وسيشيدها أصحاب أقوى وأكبر وأجمل، ويقول: إن الواقع قد أكد هذا، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم مكث ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة يدعو إلى الله بالحكمة، ويتحمل الأذى من قريش، ورفض أن يدخل في مواجهة مع قريش تستأصل المسلمين لقلتهم وضعفهم، بل رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم كما ثبت في صحيح البخاري رجاء أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله تعالى.
والشيخ يرد على الذين يقولون إن مصلحة التوحيد مقدمة على مصلحة النفوس، إذ يقول إن تكسير الأصنام والأعمال المادية أضاعت الدين وأضاعت النفوس، إذ اتخذت هذه الأعمال حجة من قبل الأنظمة لضرب الدعاة وملاحقة الاسلام نفسه، فبذلك لم تتحقق مصلحة الدين كما يزعم هؤلاء الشباب الصغار.
ويكرر الشيخ إن الصبر هو أساس عمل الداعي وعدم الاستعجال، فقلة صبر المستعجلين ينطبق عليهم قول القائل:-"من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه"وهكذا ثم قثد استعجلوا كسر الأصنام بأيديهم فكانت النتيجة قتلهم وتشريدهم مع بقاء الأصنام كما هي، ولو أن هؤلاء المستعجلين استشاروا العلماء الحكماء لما أتوا بهذا العمل العظيم، أما قولهم:- إن العلماء لهم عشرا السنين في أماكنهم هذه فلم يصنعوا شيئاً، فغر صحيح إذ بقاء الأمر على ما هو عليه خير من القفز في المجهول والذهاب إلى الانتحار وقتل النفس.
أما اتهام الشباب لهؤلاء العلماء بالجبن والتخاذل فهذا مبناه على الحماسة وقلة البصيرة بالعواقب، وهذا الفرق بين حكمة الشيوخ وحماس الشباب.
الدكتور (( ... ) )أستاذ علم النفس والاجتماع أصدر ورقة علمية شرح فيها نمطية الشخصية (( الإرهابية ) )،وسبب اختيارها العنف وسيلة لفرض الفكر بدل الحوار والجدال بالحسنى، قال فيها:-