لا تنفي الدراسة أن هناك أسباباً خارجية هي التي تدفع هذه القلة للأعمال المادية العنيفة، لكن مراكز الدراسات تشير إلى أن المشكلة بنيوية داخلية من الاسلام نفسه، وهو ما يحتاج إلى تفجير من داخله على غرار دعوة مكسيم رودنسون في حواره مع الشيخ محمد عبده في باريس.
الشيخ (( ... ) )معروف عنه الدعوة إلى توطين الاسلام داخل الخصوصية للدول والشعوب، فهو يرى أن الاسلام قد استطاع الصمود بسبب قدرته التاريخية على الدخول في خصوصية النسيج الاجتماعي للسعوب التي انتشر فيها، فقد صار هناك الاسلام الفارسي والاسلام العربي، والاسلام الهندي، كما نرى اليوم الاسلام الاندونيسي، فلماذا لا يكون هناك الاسلام الغربي كذلك وقد صار المسلمون جزءاً من الغرب، ودعوته كما يقول تعطي (( ديناميكية ) )وحيوية للإسلام اليوم بحيث نزيل الحواجز بين المسلمين والتقاليد المتبعة لهذه الشعوب، وهو يقول: إننا لا ندعو للإندماج بحيث تلغي الخصوصية للمسلمين، لكننا ندعو للمشاركة والفاعلية للمسلمين داخل هذه المجتمعات.
حادثة كسر الأصنام ألقت بظلالها على هذه الدعوة حيث يقول الشيخ إنها صنعت حالة من الفصام بين المسلمين وبين هذه الشعوب، لأن أساس دوتنا -كما يقول- هو صناعة حالة تجاور بين تراث هذه الشعوب وتقاليدهم وبين الاسلام والمسلمين، لكن (( صناع الكراهية ) )كما يسميهم هم من يريدون تحويل العالم إلى فسطاطين متنافرين؛ فسطاط إيمان وفسطاط كفر، فإعلانهم البراءة من هذه الشعوب التي يعيشون بينها أعطت الحجة للمتطرفين فيها لطرد المسلمين وحربهم والدعوة إلى ملاحقتهم وتعذيبهم.
يصر الشيخ على أن الاسلام يملك القدرة على التعايش ضمن الآخر، حيث أن الحالة الأندلسية المتسامحة التي عاشها المسلمون هناك تدل على ما ندعو إليه، وأما تقسيم العالم إلى دار حرب ودار اسلام فهو تقسيم تاريخي قاله فقهاء في أزمنتهم التي تجاوزها الزمن، ولكن للأسف فإن بعض الجهلة من الشباب مازالوا يعيشون مع هذه الأفكار، وهم الذين يحملون فكر الكراهية والغاء الآخر، وكان نتيجة هذه الأفكار هي الحادثة (( المشؤومة ) )من تدمير تراث شعب متسامح.
يقول الشيخ:- إن الذين يستهزؤون ويسبون هم أشد خطراً من (( المحطمين والمكسرين ) )لأن الأصل هي أفكارهم التي تفرز هذه العينات المشوهة.
"لا حل إلا بإسلام وطني، يعيش ضمن نسيج المجتمع، يقبل به، ويحترم اختياراته، ويخضع لقوانينه"