فهرس الكتاب
الصفحة 19 من 76

الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)

وكما تبين الآيات أي سورة الأنبياء فيها تفصيل أكثر مما في سورة الصافات، مع ذكر أمور أخرى في سورة الصافات لم تذكر في سورة الأنبياء، لكن عماد القصة في سورة الأنبياء.

هل كان ابراهيم نبياً حين كسر الأصنام أم كان الحادث قبل نبوته؟

يقول الله تعالى في سورة الأنبياء:- (( ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل، وكنا به عالمين ) )،وقال تعالى على لسان قومه (( سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم ) ).

هذا البحث ليس فيه كبير فائدة، لأن الله مدح فعله، وحكاه على سبيل الإقرار له، فسواء فعله وحياً من الله تعالى بعد النبوة كما يرى ابن عباس كما روى عنه ابن أبي حاتم قوله (( ما بعث الله نبياً إلا شاباً، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب، وتلا هذه الآية (( قالوا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم ) ). أو كان غير نبي كما قال شعيب الجبائي أن عمره كان إذ ذاك ست عشرة سنة، ففعله من قبيل الاجتهاد والهداية الربانية في صغره.

فهذا فعل ممدوح عظيم قام به فتى مهدي رشيد.

قال تعالى على لسان الخليل (( فنظر نظرة في النجوم، فقال إني سقيم ) )

ذلك لما جاءه قومه ليخرج معه إلى مرادهم أراد أن يصرفهم، فتفكر في ما يقوله لهم ليبعدهم عنه، والعرب تقول لمن تفكر وتأمل: (( نظر نظرة في النجوم ) )ذلك لأن المتفكر يلقي ببصره بعيداً إلى الأفق أو السماء، فيبدو كأنه ينظر إلى النجوم يسألها الجواب، فيقولون:-"نظر في النجوم". فإبراهيم عليه السلام فكر وأعمل عقله وسوسعه في طريقة تصرفهم عنه، وكذلك كان فكره في ظريقة يخلص قومه من هذه الجريمة الكبرى التي التصقوا فيها وهي عبادة الأصنام، ففكر في أمرين:- أولاهما إطالة النظر في هدايته قومه، فبعد أن استقر رأيه على تحطيمه الأصنام فكر في كيفية صرف قومه عنه حتى يفعل الفعل الآتي.

(( فقال إني سقيم ) ):- في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن ابراهيم عليه السلام لم يكذب غير ثلاث، اثنتين في ذات الله، قوله (( بل فعله كبيرهم هذا ) )وقوله (( إني سقيم ) )،قال: وبينما هو يسير في أرض جبار من الجبابرة ومعه سارة إذ نزل منزلاً، فأتى الجبار رجل فقال:- إنه قد نزل ها هنا رجل بأرضك معه امرأة أحسن الناس، فأرسل إليه فجاء، فقال: ما هذه المرأة منك؟ قال: أختي. قال: فاذهب فأرسل بها إلي، فانطلق إلى سارة، فقال: إن هذا الجبار قد سألني عنك، فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني عنده، فإنك أختي في كتاب الله، وأنه ليس في الأرض مسلم غيري وغيرك، فانطلق بها إبراهيم ثم قام يصلي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام