لقد قررت أن أذهب بعيداً عن المعلن، مع أني أعلم أني أخوض في المحرمات، فالأمن والأجهزة الأمنية بقرى مقدسة في بلادنا، لكن الحقيقة لا تعترف بالمقدّس كما يقولون، خاصة أن هذا المقدس (( الأجهزة الأمنية ) )قد فشل في الحفاظ على الأمن، ووقعت تلك الجريمة الكبرى التي هزت النفوس والمشاعر، وتساءل الناس بصراحة ولأول مرة وعلانية كيف ولماذا؟
كيف وقع هذا؟ هكذا يتساءلون لنهم يعملون أن من قام بهذا العمل ليس خفياً، بل نواياه كانت ظاهرة، وتشهد لهذا مجامع كثيرة في محيطه أنه هدد وتوعد، وأنذر أن هذا المكان سيكيد له يوماً، فكيف سكتت الأجهزة الأمنية والتي تعد على الناس أنفاسهم، وتراقب حرماتهم ونومهم وقيامهم؟!
هل هناك مؤامرة؟ هل هو التقصير؟
سواء اخترنا الأولى أو الثاني فيجب المحاسبة.
نحن لا نطالب بكبش الفداء، فنحن نطلب الحقيقة ثم الجزاء، هكذا يقول عموم الناس في هذا البلد الطيب الذي ضرب وهزت مشاعره في أيام فرصه وأعراسه الدينية والوطنية.
الصدمة كبيرة، والحدث أكبر ولذلك يجب الاجابة.
هل هناك مؤامرة؟
هناك من يقول نعم، ويستشهدون بأمور عدة، أن كراهية (( المجرمين ) )للأطر الدينية والوطنية أمر معلوم مشتهر، فخطبهم صريحة، وتهديداتهم بالكيد لها مكشوفة معلومة، فزعم أجهزة الأمنية أنها فوجئت كما صرح وزير الداخلية غير مقبول، فهي تراقب ما هو أقل من ذلك بكثير، وتلاحق بقوة كل المعارضين في البلاد.
الأمر الثاني:- لقد بينت التحقيقات أن الفاعلين قد أخذوا وقتاً كافياً في داخل المكان المستهدف، إذ تبين أنهم تكلموا وتحاوروا، بل واستهزؤوا وجعلوا يطلقون عبارات التحقير للمخلوقات والتراث، بل والأغرب من ذلك أنهم جعلوا يعرضون الطعام عليها ويقولون بعبارات صريحة (( ألا تأكلون ) )،ثمّ ان طريقة التحطيم كانت متقنة حيث جعلت المكان كأنه لم يكن من قبل إلا كبير المنحوتات، وهذا يبعد فيه عدم سماع الأصوات لهم، وعدم التدبير من داخل المكان لهم، فمن هو هذا الذي أعانهم؟
هذا سؤال يحتاج إلى اجابة، لأنه ولاشك ستطيح به رؤوس.
من المستفيد من ذلك؟
المستفيدون هم من يشار إليهم أنهم وراء هذا الفعل.
-انهم الشركات الكبرى التي كسدت بضاعتها وتريد أن تعيد فتح الأسواق لتعمل مصانعها في انتاج هذه المصنوعات، وقد دل الأمر على هذا ما وقع بعد الحدث، اذ أن ردة الفعل الشعبية ضد تكسير المنحوتات هو اقبال الشديد على شرائها، حيث صار التهادي بها