فهرس الكتاب
الصفحة 67 من 76

هل هم الأكثرية التي تؤيد سياسات القادة الذين ساقوا الجنود لقتل أبنائكم وسلب دياركم؟

هل هم المتاعطفون مع (( الشرق ) )ممن يقال لهم قديماً بالمستشرقين، وجديداً بأصدقائكم ممن رصدهم الخبير بهم (( ادوارد سعيد ) )في كتابه (( تغطية الاسلام ) )وجزم أنه لا يوجد واحد منهم إلا وهو مستشار لحكومة ينصح لها بعينها في مقاصدها ضدكم؟

ثمّ ها هو الميدان أمامكم، وبيدكم اختبار عدل وانصاف من تزعمون، سلوا واحداً منهم أن يعلن أمام قومه أن للشعوب والأمم التي خضعت لأحذية جنود حكوماتهم أن لهذه الشعوب الحق أن تقتل هؤلاء الجنود المخلين، كما يعطون الحق لشعوبهم أن تقتل جنود من احتلها.

إنكم لن تجدوا واحداً، أقول واحداً، لأنه يعلم أن هذا خيانة لأمته، وجريمة يعاقب عليها، فهو لن يقبل تهمة الخيانة لأمته تحت باب انصاف مزعوم، ولن يقبل أن يعاقب من أجل صداقتكم التي يحرص عليها (كما تظنون) .

لكن الشر فيكم، فأنتم على استعداد أن تعطلوا مقاصد الأمة بتحصيل العزة والتمكين مقابل تلك الصداقة الزائفة.

أما ما يقوله الشرع والحق فإن هذا التقسيم للمشركين والكفار في دار الحرب بين مقاتل (تسمونه محارباً) وبين مدني غير مقاتل فهذه قسمة باطلة، لا تمت للشرع بصلى، بل هي من هدي المشركين لا المهتدين بهدي القرآن الكريم، وأنتم قبل أن تلزموا المسلمين بهدي المشركين، فإن الانصاف منكم أن تلزموا المشركين ما التزموا به من دين وشرع.

أما إن لم تعلموا هذا من دين الله، فعليكم اعادة قراءة كتب الفقه والحديث حتى يصح وصفكم أنكم فقهاء اسلام، بدل أن تتسموا بهذا الاسم وما أنتم إلا فقهاء شرع آخر، فإن علمتم ما يقوله الشرع فإما أن تقبلوا به فتكونون مسلمين وإما أن ترفضوه فيحق عليكم قوله تعالى (( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) )والله يقول (( ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ) ).

عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّق نخل بني النضير وقطع -وهي البويرة- فأنزل الله عز وجل (( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) ). متفق عليه.

قال الفقهاء الجدد:-

هذا الفعل بتحريق النخل لا نعرفه، ولا نفتي به، ومن فعله اليوم لا يكون منصفاً ولا متهدياً، بل يقال له مفسد في الأرض، فإن الحرب الشريفة النزيهة يجب أن تكون وسائلها كذلك، وحرق ممتلكات الناس دون تفريق بين الأدوات التي يقاتلون بها وبين غيرها غير ممدوح في العقل ولا في الدين الذي نعلمه، اذ هذه النخل هي لأناس عاديين، ثمّ إنها قد تؤول إلى يد المسلمين، وفي تدميرها وحرقها منعهم من فوائدها لو وقعت بيدهم، فمن قاتل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام