-نحن نعدو إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع، فنحن نرفض العنف من أي جانب، سواء كان من جانب الدولة أو من جانب جماعات التكسير والتحطيم.
الباحث (( ... ) )في معهد الدراسات الاسلامية في وزارة الدفاع كتب مقالاً تحت عنوان: خاطفوا الاسلام. يقول في المقال:
(( في المجتمعات الحضارية والمتقدمة تقود الأكثرية القلة المعارضة، لأن هذا هو الوضع الطبيعي، وفي العالم الإسلامي يوجد المؤسسات العلمية تضم عشرات الآلاف من كبار العلماء والباحثين، ويستمع لها عموم المسلمين في الفتاوى والنصائح والإرشادات وعموم هؤلاء يؤمنون بشرعية الأنظمة القائمة مع انتقادات مخملية بين الحين والآخر تعطيهم صفة الاستقلال، ويوجد كذلك ما يوازيها من جماعات تعارض هذه الأنظمة لكنها تؤمن بالعمل السياسي والاصلاحي الهادئ، وتنبذ الممارسات العنيفة والأفكار المتزمتة المتشددة التي تقصي الآخر وترفضه، وقلة قليلة هم من يؤمن بهذه اللإكار التي غطت اسم الاسلام عند الآخر وفي الاعلام العالمي، هذه الفئة هي أقلية من المتطرفين والايدلوجيين، من يريد أن يقسم العالم بين مسلم وكافر، وبين دار اسلام ودار كفر.
هذه القلة قد سرقت الاسلام، وصارت تتحدث عن معاناة المسلمين وآلامهم، وتتبنى قضاياهم السياسية والاجتماعية لكن ضمن اطار عقائدي متشدد يقصي الآخر ويحكم على غير المسلم بالخلود في جهنم بعد الموت.
استطلاعات الرأي في البلاد الاسلامية يمثل إلى عدم تأييد هؤلاء المتطرفين، لكنهم فيالمقابل يميلمون إلى عدم قبولهم بالوضع الحالي، لأنهم يشعرون أن أنظمتهم لا تمثلهم، ولا تسمح لهم بالاختيار الحر.
وقد أشارت النتائج أن بعض مظاهر الفرح التي نشرت في وسائل الاعلام بعد حادثة كسر الأصنام إنما هي محدودة ومحصورة لكن حرص الاعلام المنحاز ضد المسلمين هو من أعطاها زخم التضخيم والمبالغة.
هناك دعوات علمية في الوسط الاسلامي بتحرير الاسلام من هذه القلة، ونشر ثقافة التسامح والحوار ونبذ الصورة المشوهة عن الاسلام أنه دين عنف وارهاب، ولكن الطريق مازال بعيداً عن هذا بسبب حرص المؤسسات خارج دائرة الثقة لدى الناس في هذه المجتمعات، ففي خانة الاستطلاع التي تبين رؤية الناس حول العلماء الرسميين أشارت النتائج أنهم مجرد موظفين يمارسون عملاً دنيوياً لا علاقة له بالاسلام ومصالح المسلمين. وقد كشفت الدراسة أن ما يسمى بالاسلام المعتدل يعاني انشقاقاً داخلياً، فهو ليس حالة واحدة، فهناك من يؤمن بتطوير الاسلام وذلك عن طريق احداث ثورة فطرية داخلية على غرار الأديان الأخرى، وهناك من يرفض هذا ويرى أن هذه دعوات مشبوهة تعارض أصول الدين، فرهان الأنظمة الغربية على الاسلام المعتدل يبدو غير سديد في حل مشكلة العنف وتكسير الأصنام.