فهرس الكتاب
الصفحة 65 من 76

قال أبو بكر: يا رسول الله، خرجت عامداً لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد، فتوجه له، فمن صدنا عنه قتلناه.

قال:- امضوا على اسم الله.

رواه البخاري.

قال الفقهاء الجدد:-

هذا الحديث لا نفهم معناه، ولا ندري وجهه، ولا نقول به، اذ كيف يزمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يميل على النساء والأطفال الذين خرج رجالهم وحماتهم لقتاله، فيترك قتال الرجال والمحاربين إلى استهداف المدنيين فيسبيهم أو يبيتهم بغارة؟

لقد علمنا من واقعنا أن خصومنا هم المحاربون المقاتلون، وأما المدنيون من غير المقاتلين فإن قانون الحرب والقتال يمنع استهدافهم بأي نوع من أنواع الأذى، والاسلام دين الرحمة والانسانية فهو أولى بهذا القانون والنظام من غيره، ولذلك فما يقوله هذا الحديث من استخدام المدنيين العزل من غير المسلمين في حسم المعارك واضعاف الجنود والمقاتلين والمحاربين غير سديد، وإننا لا نحب أن ينسب هذا للإسلام، فإن مجرد نسبته له يسيء لدين الله ويقوي التهمة ضده أنه دين الوحشية، وهذا ما نحاول جاهدين أن نبرئ الاسلام منه، وإنما شعف قولنا ودعوتنا وجهودنا في ذلك هو المتهورون من زاعمي الجهاد اليوم.

قال أهل الحق والقرآن:-

هذه رقة في قلوبكم نحبها منكم، فإن الرحمة في القلوب سمات الصالحين، لكننا نحب أن تكون صادقة، وعلاقة صدقها أن تكون مضطردة في الخلق، وخاصة على المستضعفين، فإن صحت هذه الرقة في قلوبكم فإن أكثر الناس انتفاعاً بها هم أهل الاسلام، وخاصة أطفال ونساء من أكرم الله بلادهم بالجهاد، لكن الواقع يثبت أن رقتكم هذه رقة مزيفة كاذبة، فصراخكم وبكاؤكم واستنكاركم لما يصيب نساء وأطفال المستكبرين أشد وأشد مما نراه حين يكون البلاء على أهل الاسلام، بل إن بعضكم لا نرى له همسة ناعمة لا صرخة مدوية عند البلاء على أهل الإسلام، ولذلك فإن ازالة عامل الشفقة في هذه المسألة خير لكم في الحكم، ولنأت لغيرها لعلكم تفقهون.

إن ما تزعمون من قانونكم الانساني المعاصر في عدم ادخال غير المقاتلين في تحقيق أهداف القتال بين المتصارعين لا وجود له أبداً في حياة البشرية قط، لا قديماً ولا حديثاً، وإنما يقوله المنتصر بعد تحقيق أهدافه وبسط سلطانه بالطرق التي تحقق له أهدافه، ثم ينشرها في الآخرين حتى يمنعهم من منازعته في تمكنه وتغلبه، وهذا ما وقع فإنه بعد أن دمر أحد الخصمين من المشركين الآخر فيما يسمى بالحرب الكونية الثانية، واستخدم في هذا التدمير كل ما يرغب، ويحقق له انتصاره، حتى رمى بالقنابل الذرية على المدن، وأباد في حربه قرى كاملة، ودمر مدناً بأكملها، ثم لما استقر له أمره قال للناس هذا الكلام الأجوف الخادع، والأمر لم يتوقف من المجرمين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام