فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 76

الفصل الأول

قصة ابراهيم عليه السلام في القرآن الكريم - كسر الأصنام

قصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم:-

سورة الأنبياء وسورة الصافات سورتان مكيتان، أي تعالجان الدعوة والداعي في مكة المكرمة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب الناصر، ويدعو الضال للهدى، ويعيش وسط المشركين، ويرى أنصبة الشرك قائمة أمامه في الكعبة وفي بيوت الناس وفي أماكن قصدهم، وكان هو وأصحابه في حالة استضعاف شديد، ينتقلون من محنة إلى محنة، وكل خيارات قريش ضدهم مفتوحة، وهم لا يملكون أمامها سوى ما يوجد من نظام التدافع العقلي في مكة، فتقع عليهم بعض الحماية من خلاله، وقريش لم تكن تحتاج إلى بواعث لتزيد عذابها وضغطها ضدهم، فمجرد وجودهم بدعوتهم وتميزهم عنها كاف لقتل بعضهم، والتفكير في القتل دائماً، كما في التفكير في الحبس والقيد والاكراه على العودة لدينهم وعباداتهم.

كانت السور التي تحمل قصص الأنبياء السابقين عليهم السلام تعطيهم ثقة بأن النّصر آت، فعليهم في مكة تنزل آية سورة القمر:- (( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) )،كما قوله في سورة الاسراء: (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً ) )،وكذلك قوله في سورة الأحقاف (( ومن لم يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ) )،وكذلك قوله في سورة الصافات التي بين أيدينا (( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، انهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون، فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون، أفبعذابنا يستعجلون، فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ) )وقوله في سورة ق (( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ) )وقوله تعالى في سورة الأنبياء:- (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون، إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين ) )وقوله في سورة ابراهيم (( وقال الذيم كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا، فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ) ). وغير التي تبين واقع النصر القادم وعداً من الله تعالى ولن يتخلف.

ومع قصص الأنبياء كان القدوة، وذلك بأخذ القدر الملائم لواقعهم من فعل المهتدين السابقين، فتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته الى عظماء مكة كما توجه موسى عليه السلام إلى فرعون، وحذّر قومه بما حذر الأنبياء السابقين، فكان يقرأ عليهم ما قاله الله فيهم، كما روى عبد بن حميد في مسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: اجتمعت قريش يوماً فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فيأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا، فليكلمه، ولننظر ماذا يرد عليه.

فقالوا: ما نعلم أحداً غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة، فقال:- يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام