وفي رواية عَنْ جَابِرِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله عنه، أَتَى النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُابِ، فَقَرَأَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَغَضِبَ، فَقَالَ:"أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَىْءٍ، فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَ أَنْ يَتَّبِعَنِى." (1)
إن هذه البشرية - وهي من صنع اللّه - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع اللّه ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده - سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق ، وشفاء كل داء:قلب تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء: 82] ..
وخير من تحدث عن المنهج الإلهي وخصائصه السيد رحمه الله ، في كتابه النفيس (( في ظلال القرآن ) )
ولذا فقد قمت بجمع ما قال وقسمته لموضوعات ،ووضعت لها عناوين مناسبة ، وفهرسته للشاملة 3 وعلى الورد .
راجيا من الله تعالى أن يفتح آذاناً صما، وقلوبا غلفاً ، وأن ينفع به مؤلفه وجامعه وقارئه وناشره والدال عليه في الدارين .
جمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 20 ربيع الأول لعام 1430 هت الموافق ل 16/3/2009 م
ــــــــــــــ
(1) - مسند الشاميين 360 - (3 / 173) (2017) ومسند أحمد - المكنز (17606) صحيح