11 مصر، قاصدين من ذلك، إضعاف الخليفة العباسي، ومنعه من تأليب الرأي العام السني ضدهم، وكف يد الخليفة من مؤازرة أمراء السلاجقة السنيين، المنافسين الجدد لبني بويه في المناطق نفسها الخاضعة لحكمهم 1.
لكن هذا التقارب لم يصل إلى درجة التحالف، ذلك أنهم قد وعوا أن مثل هذا التحالف قد يؤدي إلى تحشيد القوى السنية الفاعلة ضدهم، أوربما قد خشوا أن ذلك قد يدفع عساكرهم إلى الانضمام للجيش الفاطمي وبالتالي إلى زوال سلطتهم 2.
ولم يدم الحفاظ على هذه السياسة المتوازنة طويلا، إذ جاهر أبوالحارث البساسيري (451 ه/ 1058 م) أحد قادة بني بويه بالدعوة والخطبة للخليفة الفاطمي على منابر بغداد نفسها، وأمده هذا الخليفة بالجند والأموال والدعاة الحذقين في المذهب الإسماعيلي 3. ثم صعد البساسيري من تحديه للخليفة العباسي، إذ هاجم عسكر الخليفة وألحق به الهزيمة، وقبض على الخليفة القائم بأمر الله وسجنه 4. وكان ذلك إيذانا بنهاية دولة بني بويه، فقد تمكن الخليفة من الاستنجاد بالسلطان السلجوقي طغرلبك (- 455 ه/ 1063 م) ، فسارع هذا السلطان إلى التوجه نحوبغداد، وقتل البساسيري وأنهى تمرده، وأعاد الخليفة إلى قصره معززا مكرما 5.
في أثناء سيطرة البويهيين على المشرق الإسلامي، تمكن السلطان سبكتكين الغزنوي (387 ه/ 1097 م) الذي كان أحد قادة العساكر السامانية- من الاستيلاء على بعض بلاد الهند والأفغان، وسيطر على مدينة غزنة وجعلها حاضرة لإمارته، ومنطلقا لغزواته وفتوحاته 6. ثم اتجه سبكتكين بمساعدة ابنه
1)حسن حسن، تاريخ الإسلام السياسي ج 3 ص 62.
2)المصدر نفسه ج 2 ص 248.
3)المصدر نفسه ج 2 ص 248.
4)الذهبي، تاريخ الإسلام، حوادث (441 - 460) ص 29، وابن الجوزي، المنتظم ج 8 ص 194.
5)السيوطي، تاريخ الخلفاء ص 418.
6)بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية ص 268.