نصدر هذا الباب قبل تفصيله بإثبات العلم بالصانع المختار فنقول:
إذا ثبت حدث العالم، ووجب افتقاره إلى موقع يوقعه على ما هوعليه، واستحال وقوعه بنفسه، لم يخل موقعه؛ إما أن يكون موجبا لا إيثار له، أويكون مختارا.
وباطل أن يكون موجبا لا إيثار له، فإنه لا يخلو؛ إما أن يكون قديما، أوحادثا، فإن كان قديما، وجب قدم موجبه وأثره، واستحال تخصص أثره بوقت دون وقت، وقد اتضح مما سلف حدث العالم.
وإن كان موجبه/حادثا، افتقر هوإلى موقع، ويتسلسل القول فيه إلى أعداد غير متناهية، وهذا يستحيل ببداهة العقول. وما يتسلسل لا يتحصل، ومن أثبت حوادث منفصلة لا نهاية لها إلى غير أول، فقد جمع بين في ط: انتهاؤنا.
في ط: من.
في أ: للإيثار، والمثبت من ط.
إما: ليست في ط.
في ط: وتسلسل.
في ط: وهوالمستحيل.
في أ: ببداية.
في ط: تسلسل.
في ط: مفصلة.
1)-نظام الملك بأن يفرد لها كتابا مستقلا يذكر فيه المسائل المتعلقة بها والأحكام السلطانية، وفعلا فقد ألف الجويني كتاب غياث الأمم في التياث الظلم، وسماه البعض بالإمامة الكبرى، وقد صدر الكتاب أولا في مصر، ثم قام بنشره عبد العظيم الديب نشرة علمية، إذ اعتمد في ذلك على أربع نسخ مخطوطة لهذا المؤلف النفيس، وصدر الكتاب في قطر سنة 1400 ه، وانظر التعليق عليه أيضا في مؤلفات الجويني ص 67.