فهرس الكتاب
الصفحة 20 من 275

الفصل الثاني: الحالة الدينية في عصر الجويني

شهد عصر إمام الحرمين حالة دينية متأزمة، بفعل الصراعات السياسية الدائمة بين أصحاب الشوكة وسلاطين الدويلات التي كانت تتحكم برقاب العباد آنذاك، إذ لجأ بعض هؤلاء السلاطين انتصارا للمذهب الذي كانوا عليه، إلى اضطهاد المذاهب الأخرى وملاحقتهم وحسر نشاطهم، ويظهر ذلك جليا باضطهاد عميد الملك أبي نصر الكندري لأشاعرة نيسابور 1، وبملاحقة السلطان محمود الغزنوي للمعتزلة والرافضة في الري بخاصة وبلاد خراسان بعامة 2، وبما أظهره البويهيون من حرص على دعم المذاهب الشيعية من إسماعيلية واثني عشرية في مناطق نفوذهم، واستقوائهم على الخليفة العباسي من خلال العلاقات الوثيقة التي أقاموها مع الخلافة الفاطمية في مصر 3.

وقد أدت الحالة الدينية المتأزمة هذه، إلى شيوع الفتن المذهبية، بحيث أصبحت هذه الفتن سيارة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، وكثيرا ما كانت تؤدي إلى إراقة الدماء بين القوى الدينية المتناحرة. وكان يغذي هذا الصراع، الخلاف المذهبي بين أهل السنة من جهة، والمعتزلة والشيعة بفرعيها الإسماعيلي والاثني عشري من جهة أخرى، إضافة إلى الخلافات الحادة التي كانت تحصل بين المذاهب السنية نفسها، وعلى الأخص ما بين متكلمة الأشاعرة وأتباع المذهب الحنبلي في بغداد.

1)ابن كثير، البداية والنهاية ج 12 ص 65.

2)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 9 ص 372.

3)الذهبي، تاريخ الإسلام، حوادث (441 - 460) ص 29.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام