فهرس الكتاب
الصفحة 172 من 275

فصل

[في الإضراب عن تأويل المشكلات]

قد اختلف مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتنع على أهل الحق اعتقاد فحواها، وإجراؤها على موجب ما تبتدره أفهام أرباب اللسان منها.

فرأى بعضهم تأويلها، والتزم هذا المنهج في آي الكتاب، وما يصح من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم.

وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب تعالى 1.

في ط: تبرزه. في ط: والتزام.

في ط: النبي. في ط: وذهبت.

في ط: سبحانه.

1)نشأ هذه الخلاف عند ما بحث علماء المسلمين في الآيات القرآنية المتشابهات، وخصوصا في تلك الآيات الواردة في الصفات، وانقسموا في ذلك إلى ثلاث فرق: الأولى: قررت أنه لا مدخل للتأويل فيها، بل تجري على ظاهرها، وهؤلاء هم المجسمة والمشبهة، والثانية: ذهبت إلى أن لها تأويلا، ولكنها تمسك عنه، مع تنزيه الاعتقاد عن الشبه والتعطيل، وهذا التأويل لا يعلمه إلا الله، وهذا قول السلف، والثالثة: ذهبت إلى تأويلها بما يليق بجلاله تعالى، وهذا مذهب الخلف من معتزلة وأشاعرة وماتريدية، ومن هذه الآيات المتشابهات قول الله تعالى: الرحم?ن على العرش استوى? (5) وقوله: ويحذركم الل?ه نفسه وقوله: وجاء ربك والملك، وغيرها. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن» . انظر في ذلك: البرهان في علوم القرآن للزركشي ج 2 ص 78، 79، ومعالم التنزيل للبغوي ج 1 ص 279، 280، والجامع في أحكام القرآن للقرطبي ج 4 ص 14.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام