قد أنكرت طائفة النبوات يعرفون بالبراهمة 1، واعترفوا بالصانع، ونحن نشير إلى مسالكهم التي يموهون بها، ونجيب [عنها] على الإيجاز بأوضح الوجوه.
فمما ذكروه، أن الأنبياء عليهم السلام، إن جاؤوا بما يخالف العقول فهم مردودون، وإن جاؤوا بما يوافقها، ففي العقول مقنع، وابتعاثهم عبث 2.
قلنا: إنهم جاؤوا بما لا تنكره العقول ولا تهتدي [إليه] ، فإن مناط الشرائع الوعد والوعيد، وبهما تتعلق الأحكام، والعقول لا تدركهما، ولئن تشوفت في أ: طائفة النبوات يعرفون بالبراهمة.
الزيادة من ط.
عليهم السلام: ليست في ط.
الزيادة من ط. في ط: تساوقت.
1)البراهمة: ينسب البراهمة إلى أحد الرجال الهنود يقال له «براهم» الذي دعا إلى إله مجرد أعلى وهوالخالق لهذا الكون، لكنهم أنكروا النبوات ونفوا البعث، والبراهمة فرق عدة، منهم البددة الذين زعموا بوجود «البد» المنزه عن كل نقيصة، وفرقة الفكرة والوهم الذين يعظمون الفكر المتوسط بين المحسوس والمعقول، ويعتقدون بأثرهما في تصريف الأجسام والنفوس، وكل ذلك ينشأ من أحكام ناتجة عن خصائص الكواكب دون طبائعها، ومنهم التناسخية الذين يؤمنون بتناسخ الأحياء قاطبة المرتبط بتناسخ الأدوار والأكوار. انظر الملل والنحل للشهرستاني ص 507 - 511، والمحصل للرازي ص 308، والفصل لابن حزم ج 1 ص 69، والتمهيد للباقلاني ص 96، والإرشاد للجويني ص 302، ونهاية الإقدام للشهرستاني ص 417.
2)انظر هذه الشبهة أيضا في الإرشاد للمؤلف ص 303، والتمهيد للباقلاني ص 98.