فصل
في الجنة والنار والصراط والميزان
لا استحالة في تقديم خلق الجنة والنار على يوم الجزاء 1، فهما من خلق الله سبحانه كالعرش والكرسي، ولا يضيق عن تجويز تقديم خلقهما إلا صدر مرتاب 2.
والجنان خارجة عن أقطار السماوات والأرض، فلا احتفال بقول من يقول: كيف تنطوي عليها السماوات وقد قال بعض الحكماء: لواكتملت عقول الناس في بطون أمهاتهم وهم أجنة ثم نظروا، لذهب معظمهم إلى أنه لا بد من عالم سوى ما هم فيه.
في ط: عليهما. في أ: أكمل، والمثبت من ط.
1)في الإنصاف للباقلاني ص 47، والدليل على أن الجنة والنار مخلوقتان قوله تعالى: وجنة عرضها السم?او?ات والأرض أعدت للمتقين سورة آل عمران، الآية 133، والمعد لا يكون إلا موجودا مهيئا وأيضا قوله: أ فحسب الذين كفروا أن يتخذوا عب?ادي من دوني أولي?اء إن?ا أعتدن?ا جهنم للك?افرين نزلا (102) سورة الكهف، الآية 102، وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي ليلة الإسراء الجنة والنار» . وفي الإرشاد للجويني ص 377، 378 عرض أشمل لموقف الجويني في هذه المسألة. وانظر أيضا الإشارة للشيرازي ص 250.
2)أنكرت طوائف من المعتزلة خلق الجنة والنار، وزعموا أن لا فائدة في خلقهما قبل يوم الثواب والعقاب، وحملوا ما نصت الآية عليه في قصة آدم عليه السلام على بستان من بساتين الدنيا. ومن هؤلاء، الإرشاد للجويني ص 378، وأصول الدين للبغدادي ص 237. والمعتزلة لجار الله ص 144. الهشامية أتباع هشام بن عمروالفوطي (266 ه) .