فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 275

الفصل الأول: الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية

في عصر الجويني

عاصر إمام الحرمين الجويني خليفتين عباسيين هما القائم بأمر الله (- 467 ه‍) والمقتدي بأمر الله (- 487 ه‍) ، وكانت الخلافة العباسية آنذاك مؤسسة معنوية فقط، إذ فقد الخليفة العباسي في هذا العصر سلطته الإجرائية الملزمة سواء في بغداد أوخارجها 1، ولم يبق له منها سوى الصفة الاعتبارية، فكان اسمه يتردد في الخطب المنبرية أيام الجمع والأعياد 2، ويسك على العملة المتداولة في الدويلات والإمارات التي أسسها أصحاب الشوكة والسلاطين من بويهيين وسلاجقة وغزنويين وغيرهم، حرصا منهم على إضفاء الشرعية على إماراتهم ودويلاتهم، وكان الخليفة مقابل ذلك يعطى أولئك السلاطين تفويضا شرعيا يزيد من سلطاتهم معنويا على أقل تقدير 3.

وفي المشرق الإسلامي حيث قضى الجويني معظم حياته، تنازع السلطة ثلاث دويلات هي: الدولة البويهية (334 ه‍/ 945 م- 447 ه‍/ 1055 م) والدولة الغزنوية (351 ه‍/ 962 م- 582 ه‍/ 1186 م) ودولة السلاجقة (429 ه‍/ 1037 م- 522 ه‍/ 1128 م) ، وقد ساد هذا العصر حالات من التفكك والاضطراب والصراع على المصالح ومناطق النفوذ، مما مكن سلاطين هذه الدول أن يستقلوا بإماراتهم، ويقرروا شكل العلاقة التي تربطهم بالخلافة العباسية في

1)ابن الجوزي، المنتظم ج 7 ص 161، وانظر: بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية ص 246.

2)سعد الغامدي، أوضاع الدول الإسلامية ص 62، 63.

3)المصدر نفسه ص 63.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام