فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 275

10 بغداد وفق مصالحهم الذاتية، أما حدود هذه الدويلات فكانت تتسع وتضيق تبعا لطموحات سلاطينها وإمكاناتهم العسكرية 1

ومما زاد من حالة التمزق والتشرذم في هذا العصر، الصراعات الحادة التي كانت تحصل بين الخلافة العباسية في بغداد، وحماتها من الغزنويين والسلاجقة من جهة، والخلافة الفاطمية في مصر، وأعوانها من سلاطين بني بويه، وأنصارهم من الشيعة في بغداد وحلب وفارس من جهة أخرى 2.

بدأ نجم الدولة البويهية بالظهور في أوائل القرن الرابع الهجري، عند ما استطاع الأخوة علي بن بويه، والحسن بن بويه، وأحمد بن بويه، من بسط سيطرتهم على معظم الحواضر الإسلامية في المشرق الإسلامي 3، ومن ثم اتجهوا إلى بغداد، وهناك استقبلهم الخليفة العباسي المستكفي بالله بحفاوة بالغة، ومنحهم الألقاب الدالة على تشريع حكمهم، كما أمر أن تسك هذه الألقاب على العملة المتداولة في إماراتهم الثلاث 4.

وفي عهد بني بويه كانت السلطة الفعلية للسلاطين الذين تعاقبوا على دولتهم، ولم يبق للخليفة إلا إصدار المراسيم الاعتبارية وبتأثير منهم أيضا 5.

تشيع البويهيون وفق المذهب الإثني عشري (الإمامي) ، لذا جهدوا كثيرا في نشره في مناطق نفوذهم بعامة وفي بغداد بخاصة، من أجل محاصرة الخليفة العباسي ومنعه من الاستقواء عليهم، وقد أدى ذلك إلى نشوب الفتن بين أهل السنة المدعمين بسلطة الخليفة المعنوية، والشيعة الإمامية في حي الكرخ ببغداد وحلب ونيسابور وأبيورد، المستقوين بسلاطين بني بويه.

وقد حاول البويهيون من حين لآخر التقارب مع الخلافة الفاطمية في

1)سيف الدين الآمدي، الإمامة، مقدمة المحقق ص 33.

2)المصدر نفسه ص 33.

3)ابن الطقطقي، الفخري في الآداب السلطانية ص 287.

4)المصدر نفسه ص 287.

5)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 8 ص 452، وبروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية ص 246.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام