فصل
في إثبات نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
نقول في افتتاح الكلام في ذلك: إن تعرض للطعن في نبوته ملحد معطل، فالوجه إثبات العلم بالصانع المدبر عليه أولا.
وإن تعرض لرد نبوته برهمي، أثبتنا عليه النبوات على/الجملة كما سبق 1.
وإن كان المعترض مليا، يقول بنبوة نبي قربت مكالمته، وكان كل ما يتمسك به، مما يحاول به مطعنا، منعكسا عليه فيمن اعترف بنبوته قاطعا.
فإن قيل: ما معجزة رسولكم
قلنا: في إثبات معجزاته مسلكان:
أحدهما: التعلق بإعجاز القرآن، وقد أكثر الناس في وجه إعجاز القرآن، وتقطعوا فيه أيادي سبأ 2.
في ط: بيان. وآله: ليست في ط.
في أ: معجزته والمثبت من ط.
1)انظر ص 212.
2)يقصد بذلك أن الذين بحثوا في إعجاز القرآن قد نحوا في ذلك مناحي عدة، فتشعبت بهم الآراء، وتباعدت بينهم المسافات، حتى أصبحوا لكثرة الاختلاف والتشعب أشبه بقوم سبأ عند ما عاقبهم الله تعالى على بطرهم للنعمة والغبطة والعيش الرغيد الذي كانوا فيه، وفي ذلك يقول الله تعالى: وجعلن?ا بينهم وبين القرى التي ب?اركن?ا فيه?ا قرى ظ?اهرة وقدرن?ا فيها السير سيروا فيه?ا لي?الي وأي?اما آمنين (18) فق?الوا ربن?ا ب?اعد بين أسف?ارن?ا وظلموا أنفسهم فجعلن?اهم أح?اديث ومزقن?اهم كل ممزق إن في ذ?لك لآي?ات لكل صب?ار شكور (19) سورة سبأ، الآيتان 18، 19، فتفرق قوم سبأ بعد خراب سد مأرب في البلاد. انظر تفسير ابن كثير ج 3 ص 533 - 535.