فهرس الكتاب
الصفحة 252 من 275

وصار معظم الناس: إلى أن القرآن تميز على صنوف الكلام بمزية البلاغة والجزالة، الخارجين عن المعتاد في ذلك 1.

ثم زعم زاعمون: أن إعجازه في شرف جزالته 2.

وذهب آخرون: إلى أن إعجازه في الجزالة الفائقة، وأسلوبه الخارج عن أساليب النظم والنثر، والخطب والأراجيز.

وهذا موقف تاه فيه الأولون والآخرون، وطعن فيه الطاعنون، وأنا بعون الله تعالى وحسن توفيقه، آتي فيه بمسلك الحق، وأبين عن واضح الوجوه اندفاع تمويهات الزائغين، وانتقاض مطاعن المبطلين 3 [إن شاء الله] .

في ط: ميز. في ط: ضروب.

في ط: بميزة. في أ: خارج.

في ط: ونبح.

وإنا بعون الله تعالى وحسن توفيقه، ليست في ط.

في ط: أولي. في ط: مسلك الحق المبين.

في ط: على أوضح. الزيادة من ط.

1)لخص الباقلاني في الإنصاف ص 54 موقف الأشاعرة من إعجاز القرآن فقال: «وفيه وجوه من الإعجاز، أحدها: ما اختص به من الجزالة والنظم والفصاحة الخارجة عن أساليب الكلام، وتحدى به فصحاء العرب بأن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عن الإتيان بمثله، وهم أهل الفصاحة والبلاغة، ولم يتأت لهم في ذلك في مدة ثلاث وعشرين سنة، ومن وجوه الإعجاز في القرآن اشتماله على قصص الأولين، وما كان من أخبار الماضين مع القطع بأنه صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يكتب ولا يقرأ» .

2)ترى المعتزلة إلا النظام، وعباد بن سليمان، وهشام الفوطي، أن تأليف القرآن ونظمه معجز محال وقوعه منهم كاستحالة إحياء الموتى منهم، أما النظام فقد ذكر أن الآية في إعجاز القرآن ما فيه من الأخبار عن الغيوب، أما تأليفه ونظمه فقد جوز قدرة العباد على ذلك لولا أن أعجزهم ومنعهم من ذلك بمنع وعجز أحدثهما فيهم.

3)بين الجويني الإعجاز في الإرشاد ص 349 بقوله: «عندنا أن القرآن معجز لاجتماع الجزالة مع الأسلوب والنظم المخالف لأساليب كلام العرب، فلا يستقل النظم بالإعجاز على التجريد ولا تستقل الجزالة أيضا» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام