فهرس الكتاب
الصفحة 79 من 275

الفصل الخامس: شيوخ الجويني وتلامذته

*أولا: شيوخه

دأب إمام الحرمين منذ صغره على تحصيل العلم، وبذل من أجل ذلك جهدا عظيما، فكان «يصل الليل بالنهار» 1 تلقيا عن كبار علماء ومشايخ عصره، واستمر الجويني في ذلك حتى بعد أن قعد للتدريس في مجلس والده، إذ كان يغتنم الفرص التي يكون فيها متحررا من أعباء التدريس والوعظ والخطابة، ويذهب إلى مجالس العلماء. وفي ذلك ذكرت المصادر أنه بعد فراغه من التدريس كان يتوجه إلى المدرسة البيهقية، ويدرس الأصول على أبي القاسم الإسكاف الإسفراييني 2.

وكان الجويني أيضا، لا يجد حرجا في تحصيل العلم بعد أن ملأت شهرته الآفاق، إذ نجده قبل وفاته بتسع سنين، يذهب يوميا إلى دار أبي الحسن المجاشعي، ويقرأ عليه النحومن كتابه إكسير الذهب في صناعة الأدب 3.

كذلك كان إمام الحرمين لا يستصغر أحدا في علمه إلا من بعد أن يسمع له، فإن أبان له عن علم واسع وعمق معرفة، أخذ عنه صغيرا كان أم كبيرا 4. لذا نجده يأخذ عن تلامذة له، وينسب ما يأخذه إليهم 5.

1)السبكي، طبقات الشافعية ج 5 ص 175.

2)ابن خلكان، وفيات الأعيان ج 3 ص 168.

3)ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب ج 3 ص 359.

4)المصدر نفسه ج 3 ص 360.

5)الأسنوي، طبقات الشافعية ج 1 ص 197.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام