فهرس الكتاب
الصفحة 155 من 275

فصل

[في الإرادة]

الصانع لم يزل مريدا 1 في أزله، كما سيكون فيما يزال، وكونه مريدا عين إرادته.

وضلت طائفة من المبتدعة ضلالا بعيدا 2، فزعموا أنه لم يكن مريدا في أزله، ثم أحدث لنفسه فيما يزال، إرادات للكائنات التي يريدها، فصار مريدا بتلك الإرادات الحادثة 3.

في أ: آزاله لما، وما أثبته من ط.

في ط: لا يزال.

في أ: آزاله، والمثبت من ط.

1)الإرادة عند الأشاعرة صفة ذاتية قديمة، وأن الله لم يزل مريدا بها، ودليلهم على قدم الإرادة، هوأنها «لوكانت محدثة لأحدثها في نفسه أوفي غيره أوتقوم بنفسها، ويستحيل أن يحدثها في نفسه، لأن نفسه ليست محلا للحوادث، ويستحيل أن تقوم بنفسها لأنها صفة، والصفة لا تقوم بالصفة، ويستحيل أن يحدثها في غيره لأن ذلك يوجب أن يكون هذا الغير مريدا بإرادة الله، فلما استحالت هذه الوجوه التي لا تخلومنها الإرادة لوكانت محدثة، صح وثبت أنها قديمة، وأن الله لم يزل مريدا بها» . انظر اللمع للأشعري ص 10، والإرشاد للجويني ص 94، 95، والغنية للمتولي ص 95، والاقتصاد للغزالي ص 50، ونهاية الإقدام للشهرستاني ص 240، ومعالم أصول الدين للرازي ص 63.

2)وقد سماهم الجويني في الإرشاد ص 64، 94 فقال: «وذهب بعض معتزلة البصرة إلى أن الباري تعالى مريد للحوادث بإرادة حادثة لا في محل، وزعموا أن كل حادث من أفعاله مرادا له بإرادة حادثة، وكل مأمور به من أفعال العباد مرادا له، ولا تتعلق إرادة واحدة بمرادين عندهم، ثم الإرادات تقع حادثة غير مرادة» .

3)انظر قول المعتزلة في إرادة الله الحادثة وردهم على من قال بالإرادة القديمة، شرح

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام