فهرس الكتاب
الصفحة 9 من 275

محمود إلى خراسان، وتمكن من إخراج البويهيين من مدينة نيسابور وضمها لإمارته عام 384 ه‍/ 994 م 1.

وبعد وفاة سبكتكين، واصل ابنه السلطان محمود الغزنوي (421 ه‍/ 1030 م) غزواته في بلاد الهند والبنجاب وخوارزم وجورجيا، وأخضع هذه الولايات، وضمها إلى دولته، ثم ضم بلاد الري وطرد البويهيين منها عام 417 ه‍/ 1026 م 2، ولاحق المعتزلة التي كانت تتخذ من هذه البلاد ملاذا وموطنا 3.

بعد هذا الاتساع للدولة الغزنوية، حرص السلطان محمود على إضفاء صفة الشرعية على تحركاته العسكرية وفتوحاته، فأقام الخطبة للخليفة العباسي في الجمع والأعياد، مما دفع الخليفة بالمقابل إلى منحه لقب يمين الدولة، دلالة على شرعية هذا السلطان واعترافا بدولته الناشئة 4.

لكن اندفاعة الغزنويين القوية والمتسارعة لم تدم طويلا، فقد انحسرت بعد وفاة السلطان محمود، إذ سرعان ما دب النزاع والتقاتل بين أولاده، مما شجع سلاطين السلاجقة على مهاجمة مناطق نفوذهم، وأوقعوا بهم الهزيمة في أكثر من موقع في خراسان، واستطاعوا السيطرة على عاصمتها نيسابور عام 432 ه‍/ 1040 م 5.

وقد دفع ذلك الغزنويين إلى الانكفاء، والاكتفاء بما أسسوه من إمارات في بلاد الهند والبنغال والأفغان 6.

دخل السلاجقة بقوة معترك الحياة السياسية في المشرق الإسلامي عام 429 ه‍/ 1037 م، عند ما تولى أمرهم السلطان طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق

1)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 9 ص 103.

2)بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية ص 268.

3)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 9 ص 271.

4)المصدر نفسه ج 9 ص 244.

5)ابن الجوزي، المنتظم ج 8 ص 107.

6)المصدر نفسه ج 8 ص 107.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام