(- 455 ه) ، فقد تمكن هذا السلطان بعد العديد من الغزوات والحروب الدامية، من بسط نفوذه على خوارزم وطبرستان 1 وكامل خراسان بما فيها نيسابور 2، ثم توجه إلى عراق العجم (بلاد الجبال) واستطاع إخراج البويهيين منها وضمها إلى سلطنته.
وكان طغرلبك في أثناء تحركاته العسكرية ضد الغزنويين والبويهيين، يبعث بالسفراء والمبعوثين، محملين بالهدايا إلى الخليفة العباسي، وبالمقابل كان الخليفة يمنحه ألقابا تسوغ الفتوحات والانتصارات التي حققها 3.
وعند ما تمكن طغرلبك من انتزاع ديار بكر وأصبهان وأذربيجان من بني بويه والغزنويين، استدعاه الخليفة القائم بأمر الله إلى بغداد، ولقبه بملك المشرق والمغرب، وأمر أن يسك اسمه على النقود قبل اسم السلطان البويهي آنذاك، كما أمر أن يذكر اسمه في الخطبة على منابر مساجد بغداد 4.
وقد استغل طغرلبك استنجاد الخليفة به لقمع تمرد البساسيري المتحالف مع الخليفة الفاطمي، فتوجه إلى بغداد، وقبض على الملك الرحيم آخر ملوك بني بويه 5، وقتل البساسيري وأعاد والخليفة إلى قصره، وبذلك انفرد السلاجقة بالتحكم في الحياة السياسية، وأصبحت تقريراتهم السياسية أوامر ملزمة للخليفة ورعيته على حد سواء 6.
ومن بعد وفاة السلطان طغرلبك، تولى زمام الأمر في الدولة السلجوقية ابن أخيه السلطان ألب أرسلان (465 ه/ 1072 م) ، الذي اهتم اهتماما خاصا ببلاد الشام والحجاز، حيث كانت المدن الشامية والحجازية تخضع للخلافة الفاطمية في مصر، وكانت حلب خاصة معقلا للشيعة الإمامية، وفي فترة
1)صدر الدين الحسيني، أخبار الدولة السلجوقية ص 2.
2)بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية ص 272.
3)صدر الدين الحسيني، أخبار الدولة السلجوقية ص 17، 18.
4)المصدر نفسه ص 18، والكامل في التاريخ ج 9 ص 634.
5)صدر الدين الحسيني، أخبار الدولة السلجوقية ص 8، وابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 9 ص 634.
6)الخضري، الدولة العباسية ص 417.