فهرس الكتاب
الصفحة 239 من 275

أن تجري كل بديعة خارقة للعادة عن خواص الجواهر، ولا ينتهي الأمر في ذلك إلى تجويز كل ما يذكر له.

ومن انتهى إلى ذلك فقد خلع ربقة العقل من عنقه، وكابر البداهة، وجحد ضرورات العقول.

ولوشك شاك، في أن انقلاب عصا ثعبانا، ليس مما يتوصل إليه بخاصية جوهر، ودرك مزية في خفايا العلوم، فهومصاب في عقله.

وكذلك من قدر ما كان يجري على عيسى صلوات الله عليه وسلامه من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، إلى غيرها من آياته، من فن الحيل التي يتوصل إليها المستأثرون بدقائق العلوم، فهومختل معتوه. فما كان من المعجزات خوارق، فإنها تتميز تميزا قطعيا عن مراتب الصنائع البديعة، والأمور التي يختص بها خواص الناس. وهذا معنى خرق العادة في شرائط المعجزة 1.

والذي يوضح الحق في ذلك: إن من أظهر شيئا يختص به الخواص، وتحدى به الخلائق، ودعا بها إلى نفسه، فإن الدواعي تتوفر على محاولة معارضته، والتسبب إلى الإتيان بمثل ما أتى به، وسيعارض من هذا وصفه على القرب.

وإن كان ما أتى به مدعي النبوة، مما يتوقع فيه مثل ذلك، لم تثبت نبوته مع اعتراض الشكوك. هذا في أحد القسمين، وهوما يكون خارقا

في أ: يجري. في ط: الأمر به قط.

في أ: البداية. في ط: فلو.

في ط: العصاحية. في ط: مزيد.

في ط: عيسى عليه السلام.

المستأثرون: ليست في ط.

في أ: ويتحدى. بها: ليست في ط.

في ط: منها.

في أ: نبوة، والمثبت من ط.

1)يكرر الجويني هنا ما ذكره في الإرشاد ص 212، وهوفي ذلك لا يضيف شيئا جديدا عما ذكره الباقلاني في التمهيد ص 122 - 124.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام