فهرس الكتاب
الصفحة 238 من 275

ببدائع يستأثرون بها دون عامة الخلق فإذا ادعى مدعي النبوة، وأتى بشيء [بديع] ، لم نأمن من أن يكون قد استأثر بعلم خفي، وتذرع به إلى إظهار ما اختص به دون الناس، وربما كان عثر على جسم من الأجسام ذي خاصة غير معروفة ولا مألوفة، فليس للبدائع التي تعزى إلى خواص الأدوية نهاية.

ولوأبدى مبد حجر المغناطيس في قطر لم يسمعوا به، لتخيلوا جذبه للحديد خارقا للعادة، فكيف الأمان من هذا وما الذي يميز المعجزات منه 1

قلنا: هذا تمويه على الضعفة، ولا يحتفل بأمثاله ذووالبصائر/، وسبيل الجواب عنه، أن المعجزة تنقسم قسمين 2:

أحدهما: [ما] يكون فعلا بديعا خارقا للعادة.

والثاني: [ما] يكون منعا من المعتاد.

فإن كان خارقا، فشرطه أن يترقى عن مسالك الظنون، وينتهي إلى مبلغ تنحسم فيه التقديرات التي تضمنها السؤال، وبيان ذلك بالمثال 3: إن من لم يتعد اختصاص أقوام بمزايا من العلوم-كما سبقت الإشارة إليه-فليس يجوز الزيادة من ط.

في ط: تأمن أن.

في أ: مبدي، والمثبت من ط.

في ط: يتخيلون. في ط: الحديد.

في أ: تميزه، والمثبت من ط.

في ط: ليحفل. الزيادة من ط.

الزيادة من ط.

1)هذا القول من شبه البراهمة الذين ادعوا أن هذا الأمر قد يكون خارقا للعادة عند بعض الناس، أما العلماء الذين يطلعون على خواص الأجسام وتأثيراتها فقد يقفون على أسباب الظاهرة المدعى بها فلا تكون خارقة للعادة عندهم. انظر الإرشاد ص 311.

2)انظر ذلك بشيء من التفصيل في مجرد مقالات الأشعري لابن فورك ص 176، 177، والإرشاد للجويني ص 307، والغنية للمتولي ص 151، ونهاية الإقدام للشهرستاني ص 417.

3)انظر ذلك في الإرشاد أيضا ص 212.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام