فإن قيل: بم تنكرون على من يزعم/أن العالم بما فيه قديم لا مبتدأ لكونه، ولا مفتتح لوجوده ولاختصاصه بما هوعليه، بمقتضى قديم هوفي حكم العلة، والعالم في حكم المعلول، والعلة والمعلول، والموجب والموجب يتلازمان، ولا يسبق أحدهما الآخر
وإذا انتهى مولانا إلى هذا المنتهى، تثبت قليلا، وتأمل برأيه الثاقب الوقاد، على رسل واتئاد، وابتهل إلى الله جلت قدرته، وهوولي التأييد والإرشاد.
فنقول، والله المستعان وعليه التكلان: إذا بطل ثبوت الجائزات من غير مقتضى، قسمنا الكلام وراء ذلك وقلنا: مقتضى العالم، لا يخلوإما أن يكون موجبا من غير إيثار واختيار، وإما أن يكون مؤثرا مختارا.
فإن كان موجبا من غير إيثار، كان ذلك مستحيلا، فإن الموجب الذي لا يؤثر، يستحيل أن يقتضي شيئا دون مماثلة، وهذا يتضح، بأن نضرب فاسد مذهب الطبائعيين مثلا، فنقول: إذا قال من ينتحل القول بآثار الطبائع: إن دواء مخصوصا يجذب المرة الصفراء 1 دون غيرها من الأخلاط 2، يستحيل عنده أن يجذب جزءا من المرة من قطر، ولا يجذب جزءا آخر في مثل [ذلك القطر] بعد ذلك المجذوب، مع ارتفاع الموانع واستواء الأحوال، هذا محال تخيله.
في أ: لا مبدأ، والمثبت من ط.
في ط: لاختصاصه.
في أ: الثاني.
في ط: الله تعالى.
في ط: فهو.
وعليه التكلان: ليست في ط.
في ط: مؤثر مريدا مختارا.
في أ: وإن، والمثبت من ط.
شيئا: مكرره.
في أ: يصح، والمثبت من ط.
في أ: الطبائعي، والمثبت من ط.
في أ: كان، والمثبت من ط.
بآثار: ليست في ط.
في أ: مستحيل.
الزيادة من ط.
1)المرة: خلط من أخلاط البدن وسميت بالمرة الصفراء للونها.
2)أخلاط الجسد عند القدماء هي: الدم والبلغم والصفراء والسوداء.