فهرس الكتاب
الصفحة 200 من 240

إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ... [ المجادلة:22 ]

وحين انبتَّت وشيجة القرابة بين محمد - صلى الله عليه وسلم - وبين عمه أبي لهب،وابن عمه عمرو بن هشام ( أبو جهل ) وحين قاتل المهاجرون أهلهم وأقرباءهم وقتلوهم يوم بدر..حينئذ اتصلت وشيجة العقيدة بين المهاجرين والأنصار،فإذا هم أهل وإخوة،واتصلت الوشيجة بين المسلمين العرب وإخوانهم:صهيب الرومي،وبلال الحبشي،وسلمان الفارسي.وتوارت عصبية القبيلة،وعصبية الجنس،وعصبية الأرض.وقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ » [1] ..

وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ » [2] ...فانتهى أمر هذا النتن..نتن عصبية النسب.وماتت هذه النعرة..نعرة الجنس،واختفت تلك اللوثة..لوثة القوم،واستروح البشر أرج الآفاق العليا،بعيداً عن نتن اللحم والدم،ولوثة الطين والأرض..منذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض،إنما عاد وطنه هو"دار الإسلام"الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحدها،الدار التي يأوي إليها ويدافع عنها،ويستشهد لحمايتها ومد رقعتها..وهي"دار الإسلام"لكل من يدين بالإسلام عقيدة ويرتضي شريعته شريعة،وكذلك لكل من يرتضي شريعة الإسلام نظاماً - ولو لم يكن مسلماً - كأصحاب الديانات الكتابية الذين يعيشون في"دار الإسلام"..والأرض التي لا يهيمن فيها الإسلام ولا تحكم فيها شريعته هي"دار الحرب"بالقياس إلى المسلم،وإلى الذمي المعاهد كذلك..يحاربها المسلم ولو كان فيها مولده،وفيها قرابته من النسب وصهره،وفيها أمواله ومنافعه.

(1) - صحيح البخارى- المكنز - (4905 )

(2) - - سنن أبي داود - المكنز - (5123 ) حسن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام