فهرس الكتاب
الصفحة 119 من 121

فإن حصل الزفاف قريبا انتهى الإشكال ولكن هب أنه مات عنها فماذا يقول الناس حتما سيقولون: إنها زانية أو تخبرهم بالحقيقة المرة، ولكن أين تدس رأسها، وهب أنه طلقها نتيجة مشاكل أسرية وما أكثرها فكيف يكون الموقف أيضا.

· المفارقة دون أن يدخل عليها طامة كبرى تحزن الأسرتين بسبب ذلك وتتلوع المرأة زمنا طوبلاً فقد جلس معها وقبلها ورأى ما في قلبها قبل ما في جسمها وكشف الأسرار المخبأة طويلا وأهدر أوقاتا غالية وأموالا طائلة، إنه موقف لا يحسد أحد عليه وما أكثر ما يحصل في زمننا هذا والقصص المأساوية كثيرة لا ينتبه إليها إلا بعد وقوعها وربما صار عند المرأة عقدة نفسية من الأزواج كلهم فتتدمر حياتها، وتكون حبيسة البيت رهينة التفكر والوساوس.

فلا بد إذن من أن نبدأ الحياة بجد ونقضي على ما يحول بيننا وبين السعادة ونغلق كل باب يفضي إلى الشر.

دعونا من الأعراف السائدة والعادات السقيمة البالية ولنفكر في الحل ولكن ما هو الحل؟

الحل المقترح أن لا يعقد الزوج إلا قرب الزفاف فيكون بينهما أسبوعاً أو شهراً على الأقل (ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح) ، وعندئذ نُخفف من حدة السلبيات على الأقل إن لم نتلافاها بالكلية، لأنه قد يصعب ذلك فالشاب يريد أن يرى مخطوبته ويتحدث معها ولو مجاراة لأقرانه وكذلك الشابة.

وأتوقع أن هذا رأي فيه توسط فلا يمنع الزوج من رؤيتها ومكالمتها بتاتاً ولا يترك الحبل على الغارب أيضاً أما أن يعقد عليها والزفاف بعد سنة أو سنتين أو أكثر فهذا لا داعي إليه ولا فائدة منه، والحل الأكمل أن نيسر الزواج فتعم البركة وإذا تقدم الزوج وكان ذا دين وخلق ورضينا به ما المانع أن يقال له أعقد وخذها معك دون تكاليف باهظة مرهقة فتزف إليه مباشرة فلا ننظر لتكميل دراسة أو كثير مهر ونفقة أو وليمة للخطبة وأخرى للزفاف وغيرها للزيارة، وليكن قدوتنا السلف الصالح رضوان الله عليهم فكانوا هم يخطبون لبناتهم الرجل الكفء وإننا في هذا الزمان أحوج منهم إلى تطبيق هذه النظرية بل القاعدة التي ينبغي أن تدرس حتى في الجامعات ويتطرق إليها في الخطب والمحاضرات والندوات والمجالس والمنتديات حتى نسلم من شر التبعات ويسعد الشباب والشابات وتقل المنكرات وهتك العورات ويدوم الوفاق وتكون تجارة رابحة مع الله تعالى بدل أن تكون المرأة سلعة تساوم الناس في شرائها فتكون مهانة وقد أعزها الإسلام.

أعود مرة أخرى في ختام هذه النقطة فأقول: أرجو أن لا يحمل كلامي على غير محمله فلا أحرم على الخاطب الرؤية والمكالمة لخطيبته أبدا بل أدعو إلى الانضباط فيه وتلافي السلبيات لتعم الفائدة للجميع.

ومن الأمور المهمة لك أخي الزوج قراءة المفيد من الكتب وسماع النافع من الأشرطة حول موضوع الزواج واحرص على قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في الزواج ولا يمنع أن تسأل من تثق بعلمه وأمانته حول ليلة الزفاف ليحصل لك بذلك المعرفة بما يتعلق في هذه الليلة من أمور شرعية وكذلك ما يتعلق بالأمور الخاصة بين الزوجين إضافة إلى انقشاع حاجب الرهبة والخوف الذي فرضه الناس على كل عريس فلا تجدهم إلا ويأمرونه بالاستعدادات لهذه الليلة تارة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام