تراه باكياً في كل حين ... مخافة فرقة أو لاشتياق
فتسخن عينه عند الفراق ... ويبكي إن دنوا حذر الفراق
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم ... وتسخن عينه عند التلاقي
ومن المفاسد أن القلب يصبح أسيراً في قبضة غيره يسومه الهوان ولكنه لا يشعر بمصابه لسكره فيه فقلبه كعصفورة في كف طفل يسومها حياض الردى والطفل يلهو ويلعب قال بعضهم:
ملكت فؤادي بالقطيعة والجفا ... وأنت خلي البال تلهو وتلعب
فعيش العاشق عيش الأسير الموثق ... وعيش الخلي عيش المسيب المطلق
ومن المفاسد: الاشتغال بالحب عن مصالح الدين والدنيا، ومنها أن آفات الدنيا والآخرة أسرع إلى العاشق من النار في يابس الحطب لأن القلب كلما قرب من العشق وقوي اتصاله به بعد من الله.
ومنها: إفساد الذهن وإحداث الوسواس وربما جنون العقل كما سلف وأشرف ما في الإنسان عقله الذي يتميز به عن سائر الحيوانات والبهائم، بل وربما كان حال الحيوان أصلح من حاله وهل أذهب عقل مجنون ليلى إلا ذلك:
قالوا: جننت بمن تهوى فقلت لهم: ... العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون في الحين
ومن المفاسد: إفساد الحواس أو بعضها إفساداً معنوياً كفساد القلب وبالتالي فساد الجوارح تبعا له كاللسان والعين والأذن فيرى القبيح حسناً سواء كان منه أو من معشوقه وقد قيل:"حبك الشيء يعمي ويصم"، فيعمى العين عن عيوب المعشوق ويصم الأذن عن قبيح المعشوق وشدة الرغبة غشاوة على العين تمنع من رؤية الشيء على ما هو به. وقد قيل (( الحب أعمى ) ).
هويتك إذ عيني عليها غشاوة ... فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
أو إفساداً حسياً: كالمرض في البدن وإتلاف بعض الأعضاء حقيقة كما هو معروف من أخبار من قتلهم العشق ولذلك تعلو هتافات بعض الشباب الصغار فضلا عن الكبار ويكتبون هتافاتهم على الجدران: (( الحب عذاب ) ).
وبعضهم يكابر ويقول: