وهي مع ما فيها من تقليد للكفار أيضاً فإنها سرت إلى المسلمين من النصارى ويرجع ذلك إلى عادة قديمة لهم عندما كان العريس يضع الخاتم على رأس إبهام العروس اليسرى ويقول: باسم الرب ثم ينقله واضعاً له على رأس السبابة ويقول: باسم الابن ثم يضعه على رأس الوسطى ويقول: باسم روح القدس وعندما يقول: آمين يضعه أخيراً في البنصر حتى يستقر.
وقد يعتقد بعض الناس أن فعل ذلك مما يوجد البركة والألفة والوئام بين الزوجين واستمرار السعادة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
خامساً: التصوير:
كثر خوض الناس في حكم التصوير رغم أنهم يسمعون تحريمه في الخطب والمحاضرات ويقرؤون ذلك في الكتب والمنشورات ولكن الهوى يجعلهم لا يبالون بذلك ويتلمسون الطريق لإباحته بكل وسيلة وهذا شيء نراه بأعيننا.
والتصوير المحرم هو تصوير ما فيه روح، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بتحريمه فعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون) (رواه البخاري) . وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس: (كل مصور في النار يجعل بكل عورة صورها نفس فتعذب في جهنم) (رواه مسلم) .
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله: (إن الذين يصنعون الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم) (رواه البخاري) . وعن أبي جحيفة أن رسول الله لعن آكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة والمصور (رواه البخاري) . وقال ابن عباس: إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس فيه (( أو ما لا روح فيه ) ).
وإن التصوير اليوم أصبح وسيلة هدم غالباً لما فيه من الافتتان بالصور في المجلات والتلفاز وغيره، بل فرصة سانحة لأعداء الإسلام لكي يوقعوا الشباب في المنكر ويصدوهم عن سبيل الله. ولقد أصبح من الفساد التصوير في ليالي الزفاف فتلتقط الصور للنساء ثم بطريقة أو بأخرى يراها الرجال وإن كل من يرضى لامرأته أو بنته أو قريبته أن تتصور فهو عديم غيرة ومن تأمل المفاسد عرف أن من الحكمة سد باب التصوير والتحذير منه وطمس معالمه إلا لضرورة كإثبات الشخصية والصور الممتهنة والموطوءة بالأقدام لقوله تعالى: {واتقوا الله ما استطعتم} [سورة التغابن:16] .
لسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
السؤال: ما قولكم في حكم التصوير الذي عمت به البلوى وانهمك الناس فيه.