فهرس الكتاب
الصفحة 51 من 121

الصفات المذمومة ولكن حسبي أني أوضحت شيئاً من الصفات الحسنة لتدخل في مضمار اختيارك لزوجتك وشيئاً من الصفات القبيحة لتتجنبها وبعد تأثير الفتن والمغريات وقلة المحافظة على الدين فإن كثير من الناس اليوم من الصالحين، قد لا يجد امرأة صالحة ولكن يكفيه أنها محافظة على الصلاة والأخلاق الفاضلة.

وفيما نطالب الزوج بأن يتحرى المرأة الصالحة ولا يفرط في أهمية اختيار الزوجة فإننا نلاحظ التفريط في المقابل عند بعض الشباب الذين يشترطون في الزوجة أن لا تكون ذات دين ويعدون الدين تزمت ورجعية ولا يريدون التستر فهو تخلف لاسيما في عصر الحضارة-كما زعموا- وهذا تساهل في موضوع الزواج ولا بارك الله لزوج طلب هذه الصفات في زوجته.

ونرى كذلك في المقابل التشديد عند بعضهم ممن يشترطون في شريكة حياتهم شروطاً صعبة قد لا تتحقق ويضيعون الوقت وهم لا يسلمون من الفتنة ويؤخرون الزواج لأجل ذلك فهذا غير حسن وقد تكون الشروط خيالية فيتعب حتى الأهل مع ابنهم.

ونحن عندما نتكلم عن اختيار الزوجة وأهميته لا يعني أن نبالغ في هذا الأمر إذ الكمال لله وحده.

إليك أحد الأمثلة التي تبين تشدد بعض الشباب في اختيار شريكة الحياة وتكلفهم في هذا الأمر، يقول أحدهم: احترت في مسألة الزواج واختيار الزوجة:

فإن كانت جميلة تخونني .... وإن كانت بشعة لا تعجبني وإن كانت متكبرة تحتقرني ... وإن كانت غنية تحكمني وإن كانت فقيرة تحزنني وإن كانت ممروضة تكلفني وإن كانت عاقرا تقهرني وإن كانت عالمة تتفلسف علي وإن كانت سفيهة تشتمني وإن كانت فصيحة تنتقدني وإن كانت لا تبالي تثيرني وإن كانت باردة تغيظني وإن كانت مجنونة تجننني وإن كانت ثقيلة تتعسني وإن كانت بخيلة تجوعني وإن كانت كريمة تخجلني وإن كانت قوية تضربني وإن كانت، وإن كانت، فماذا تنصحني؟؟ و (بدون تعليق) .

الحب أمر جبلي في أبناء آدم وهو شيء غريزي ولكن لا بد أن يكون مضبوطاً بضوابط شرعية حتى لا تكون عواقبه سيئة فإن كان الحب قد وقع قبيل اختيار الزوجة فلا بأس ما دام في القلب ولم يقارنه تصرف سيئ، فطبيعي أن يقع في قلب الرجل محبة لمن يتوقع أنها شريكة لحياته ولكن لا يستعجل فقد لا تتم الموافقة عليه كخطيب لهذه الفتاة التي يريدها، ولا يعلق قلبه بها عند عدم الموافقة لأن ذلك قد يفضي إلى مالا تحمد عقباه، وكم نعرف من القصص راح ضحيتها شباب كثير وشابات وكانت البداية شرارة تعلق، فتطورت. فالحذر كل الحذر من ذلك، ولا تحاول مكالمتها لا هاتفياً ولا مقابلة فهذا حرام ما دام قبل العقد وأمكن مفاداته ولم تكن الحاجة ماسة إليه، فإن صوت المرأة في مثل هذه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام