فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال نعم، قال: فما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم، قال: فأنى لها ذلك؟ قال: نزعها عرق. فقال رسول الله: ابنك هذا لعله نزعه عرق فدل هذا على أن للوراثة تأثيرا.
وعلى كل حال لو كان الرجل يرغب في إحدى قريباته ولم تكن هناك أمراض ظاهرة فلا بأس أن يتزوجها لاسيما إن كانت ذات دين وخلق.
وإليك هذه الفتوى في ذلك للشيخ محمد العثيمين.
س. تقدم لي أحد الأقارب لكنني سمعت أن الزواج من الأباعد أفضل من حيث مستقبل الأطفال وغير ذلك فما رأيكم في ذلك؟
ج. هذه القاعدة ذكرها بعض أهل العلم وأشار إلى ما ذكرت من أن للوراثة تأثيرا، ولا ريب أن للوراثة تأثيرا في خلق الإنسان وفي خلقته، ولهذا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاما أسود (( يعرض بهذه المرأة كيف يكون الولد أسود وأبواه كل منهما أبيض ) )، فقال له الرسول صلى الله وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر. قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم. قال: فأنى لها ذلك؟ قال: لعله نزعها عرق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ابنك هذا لعله نزعه عرق. فدل على أن للوراثة تأثيرا ولا ريب في هذا، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها وجمالها ودينها، فاظفر الدين تربت يداك.
فالمرجع في خطبة المرأة إلى الدين، فكلما كانت أدين وكلما كانت أجمل فإنها أولى سواء كانت قريبة أم بعيدة، وذلك لأن الدينة تحفظه في ماله وفي ولده وفي بيته، والجميلة تسد حاجته وتغض بصره ولا يلتفت معها إلى أحد. انتهى.
وإن كان ولا بد من الزواج بالقريبة فلينتبه إلى مسألة الرضاع وليتفحص فيها قبل العقد.
لأن الناس اليوم خاصة في القرى والمدن الصغيرة لا تخلو العوائل من علاقات رضاع قديمة قبل توفر أنواع الحليب الصناعي فكانت الأم إذا شعرت بأن ثديها ليس فيه لبن أو كان هذا اللبن غير كاف لطفلها أو عند سفرها أو مرضها أو غير ذلك فإنها تدفعه إلى امرأة أخرى لا رضاعه سواء بأجرة أو غير أجرة فتجد امرأة واحدة مثلاً أرضعت عشرين ولداً وبنتاً أو أكثر فكلهم إخوان من الرضاع ثم إذا كبر الأولاد وأرادوا الزواج فإن المسألة لا بد تؤخذ بدقة فقد يكون هذا الشاب أخ للمرأة التي يريد نكاحها.
ويتهاون بعض الناس في هذا فربما بعد زواجهما تأتي عجوز بحنان وعطف الأمومة وجهل المعرفة فتقول: وفقهما الله لقد رضعا من ثديي سوياً فتهرع العائلة ويحدث الانفصال بينهما، فيعالج الأمر ولو تحرينا في البداية لكان أفضل والوقاية خير