وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [سورة آل عمران:102] . وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [سورة الأحزاب:75] .
ثم يكون بعد ذلك إيجاب وقبول بأن يقول مثلا الولي زوجتك ابنتي فلانة فيقول الزوج قبلت، ويتم الاتفاق على شروط معينة تكون ملزمة للخاطب ويذكر المهر وغير ذلك.
وبعد الانتهاء من العقد يسن تهنئة الزوج وأن يقال له: (بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير) (رواه أحمد وابن ماجة) .
وينبغي الانتباه إلى بعض التهاني الغير مشروعة والتي كانت معروفة في الجاهلية وأخذت تنتشر في عصرنا هذا ومنها قول بعضهم للزوج (( بالرفاء والبنين ) )يقول ابن حجر: كانت كلمة تقولها، الجاهلية فورد النهي عنها، يقول أحدهم: كنا نقول في الجاهلية (( بالرفاء والبنين ) )فلما جاء الإسلام علمنا نبينا أن نقول: (( بارك الله لكم وبارك عليكم ) ).
ويروى أن عقيل ابن أبي طالب قدم البصرة فتزوج امرأة فقالوا له: بالرفاء والبنين فقال: لا تقولوا هكذا، وقولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لهم وبارك عليهم) (رواه النسائي والطبراني ورجاله ثقات) .
والعلة في النهي ظاهرة وهي مخالفة أهل الجاهلية في ذلك ولما فيه من الدعاء للزوج فقط دون الزوجة إضافة إلى الدعاء له بالبنين دون البنات لأنهم يرون في الجاهلية البنت عاراً فيدفنونها حية فلما جاء الإسلام أكرم المرأة ونهى عن إهانتها حتى ولو بمقالة قصيرة كهذا الدعاء، وكذلك فإن هذه التهنئة ليس فيها ذكر لله ولا حمداً له ولا ثناء عليه.
فهي مردودة من كل وجه، ولكنك تعجب من تمسك بعض الناس بأمور نهينا عنها وهجرهم لأمور أمرنا بها وهذا من إغواء الشيطان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد يستغرب البعض فيقول: ما علاقة طرق مثل هذا الموضوع في هذا البحث؟
نقول وبالله التوفيق: إن سبب ذكرنا لهذه العادة في هذا المقام، أنها أصبحت عادة لكثير من الناس قبل نزولهم لأعمالهم أو الذهاب إلى فرح أو غيره أن يحلقوا لحاهم، وهي موجودة أيضاً عند العريس قبل زواجه فلا بد وأن يحلق هذه النعمة التي أنعمها الله عليه، بل هناك ما هو أشر وأهم، فإن بعض الأزواج يكونون من أصحاب اللحى فإذا جاء يوم زواجهم رأيتهم قد حلقوا لحاهم، وإذا سألت أحدهم، قال لك: هي ليلة العمر أو ليلة واحدة، ثم نرجع لتوفير اللحية، وكأن هذه الليلة مسموح فيها بعصيان الله. فلا إله إلا الله، سبحانك هذا بهتان عظيم.