ولو قال قائل: لماذا رسول الله تزوج بأكثر من هذا العدد فيقال: إن ذلك خصوصية لرسولنا صلى الله عليه وسلم وفيه اتساع أفق ونظر بعيد منه فكان أهم مقاصده من ذلك الدعوة إلى الله عن طريق رؤساء القبائل لربطهم على كلمة الله وقد تحقق له ذلك صلوات الله وسلامه عليه ولم يكن شهوانياً كما ادعى بعض الفلاسفة الضالين ولذلك كان كل نسائه من الثيبات إلا عائشة رضي الله عنها.
لقد حرم الله تعالى الزواج من الكافرة مطلقاً إلا إن كانت من أهل الكتاب (( اليهود والنصارى ) )مع التقيد بالضوابط الشرعية قال الله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [سورة البقرة:221] .
وذلك لاستحالة اجتماع الزوجين على عقيدتين متنافرتين مما يسبب نزاعهما والمخاطرة بعقيدة الأولاد وفسادهم إلا إن كانت الزوجة كتابية بشرط تلافي السلبيات الخطيرة كما ذكرنا سابقاً.
وقال تعالى: {لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [سورة الممتحنة:20] .
الجمع بين الأختين أو القريبتين المحرَّم الجمع بينهما
لا يجوز أن يجمع الرجل بين ما حرم الله ورسوله الجمع بينهما قال تعالى بعد ذكر المحرمات: {وأن تجمعوا بين الأختين} [سورة النساء:13] .
وقال عليه الصلاة والسلام:"لا تجمعوا بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها" (متفق عليه) .
وقد ذكر أهل العلم قاعدة في ذلك وهي:"لا يجمع الرجل بين امرأتين لو كانت أحدهما رجلا لم يصح له أن يتزوج الأخرى". وإليك مثال ليتضح به المقال: امرأة وبنت بنتها هل يجوز لرجل أن يجمع بينهما؟ الجواب: لا، لأن المرأة لو كانت رجلاً فهل يجوز أن يتزوج من بنت بنته؟ لا فهو جدها فما دام أنه لا يجوز زواجه منها إذا لا يجوز الجمع بين هذه المرأة وبنت بنتها وهكذا.
فإن لم تنطبق القاعدة فيجوز الجمع وإليك مثال على ذلك: امرأة وبنت خالتها هل يجوز لرجل أن يجمع بينهما؟ الجواب: نعم، لأن المرأة لو كانت رجلا فهل يجوز له أن يتزوج من بنت خالته؟ نعم، فما دام أنه يجوز زواجه منها إذا يجوز الجمع بين هذه المرأة وبنت خالتها.