فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 121

أنكره الحفاظ.

علاج العشق هو أن يعرف العاشق حرمته وأنه جهل وسفه وغفلة عن الله وعليه أن يشتغل بعبادة الله عن دوام التفكير بمعشوقه ويكثر اللجأ والتضرع إلى الله، وأن يخلص لله، قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [سورة يوسف:4] . وأن يعرف مفاسد العشق وأن أمامه جنة أو نار ففي هذا باختصار علاج للعشق لمن أراد الفكاك منه.

ومن أهم الأمور قبل العقد رؤية الرجل إلى المرأة التي يرغب أن يتقدم لخطبتها، وهذه الرؤية هي سنة حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من المصالح للرجل والمرأة وأهلهما، يقول أبو هريرة: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له: أنظرت إليها؟ قال: لا، قال: فاذهب فانظر إليه فإن في أعين الأنصار شيئا (رواه مسلم والنسائي والطبراني) .

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل". قال جابر: فكنت أتخبأ لها تحت الكرب حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها.

وعن المغيرة بن شعبة قال: خطبت امرأة على عهد رسول الله فقال لي رسول الله: أنظرت إليها؟ قلت: لا، قال:"فانظر إليها فإنه أجدر أن يؤدم بينكما" (رواه النسائي) .

وفي رواية:"أحرى أن يؤدم بينكما )) (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة) ."

ولكن الناس اليوم انقسموا في ذلك وأصبحوا بين إفراط وتفريط فبعضهم أنكرها وبعضهم لم ينكرها ولكن يرى أنها ليست من العادات والتقاليد وبعضهم غلا فيها فترك الحبل على الغارب والقليل القليل من نهج المنهج الصحيح فيها.

فأما المنكرين فهم على خطر عظيم لأنهم يردون خبرا صحيحا من أخبار رسول الله وهذا خدش في العقيدة.

أما الذين يدعون مخالفتها للعادات فيقال: بئست عادات تخالف أمر رسول الله والواجب الرجوع للكتاب والسنة لا للآباء والأجداد أو العادات أو التقاليد التي ما أوقعنا في كثير من المخالفات الاجتماعية سواها.

وقد يقولون: ربما إذا نظر إليها هذا الرجل تركها وعابها عند غيره والمرأة كالزجاجة لا صلاحية لها إذا خدشت فكيف إذا كسرت، فيقال لهم: نحن معكم ولكن نقول ليس أي رجل تريه ابنتك إلا إن كان موثوقا في دينه وأمانته وبهذا نكون

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام