فهرس الكتاب
الصفحة 103 من 121

وهو وطء الجماعة للمرأة أي أن يجتمع رجال عدة فيجامعون امرأة واحدة ثم تحمل وإذا أنجبت تختار بنفسها رجلا منهم ليكون أبا لهذا المولود وهذا الرجل الذي وقع عليه الاختيار لا يستطيع رد ذلك، فيكون أبا له طوعا أو كرها، وهذا النكاح كان معروفا في الجاهلية، وقد أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها حيث قالت: كان الرهط دون العشرة يدخلون على المرأة فيصيبونها فإذا اجتمعوا عندها تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم، وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع عنه الرجل (رواه البخاري) .

لعمر الله إن في ذلك امتهان للمرأة في الجاهلية إلى أبعد الحدود فلله الحمد والمنة فلقد أكرم الإسلام المرأة وجعلها تسمو وترتفع عن مثل هذه الدناءة والفجور.

وهو أحد الأنكحة الجاهلية، وصورته أن يأخذ الرجل زوجته ويبحث عن رجل معين فيه صفات عالية كأن يكون رئيسا أو شجاعا أو كريما ونحو ذلك فيجعله يجامعها لكي تحمل منه فتنجب ولداً يحمل صفات عالية كصفات الرجل الذي جامعها.

وتحدث عنه عاثشة أيضاً بقولها: كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى تتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد (رواه البخاري) .

نعوذ بالله من الدياثة والخزي، وإن هذا الفعل القبيح لتتنزه منه بعض الحيوانات فضلا عن بني الإنسان وصدق الله {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [سورة الفرقان:44] .

وهو النكاح السري، وقد كان في الجاهلية معروفا وكانوا يقولون: ما استتر فلا بأس، وما ظهر فهو لوم. وقد قال الله فيه: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [سورة النساء:25] .

وهو أن يقول الرجل للرجل: اترك لي زوجتك أي تنازل عنها وأتنازل لك عن امرأتي مدة محددة وهذا محرم وهو من الدياثة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام