ومنها خدمة الزوج والقيام بحقوقه، وتأمل في حياة المتزوج عندما يفاجئه مرض أو تنتابه نائبة وعنده زوجة صالحة وكيف يكون محاطا بعطفها وقيامها بنهدمته نائما على فراش الراحة وتسليه وتؤنسه وتقوم بخدمته وتضمر الخير له.
وارجع بنظرك إلى العزب في حالة مرض أو حاجة شديدة للخدمة فإنه يفتقر إلى الزوجة الحنونة والعطف والرأفة والقيام بتمريضه في أشد الأوقات وأحرجها وأضيق الساعات ويرى نفسه محزونا كالغريب النائي عن وطنه وأقربائه وأصدقائه ويتلهف على أحد يظل بجواره لاسيما إذا كان في غير بلده.
فالزوجة هي الأم حينما يحتاج إلى حنان الأم.
وهي الأخت حينما يحتاج إلى مودة الأخت.
وهي الابنة حينما يحتاج إلى بر الابنة.
وهي الزوجة حينما يحتاج إلى عطف الزوجة.
وهي الخليلة حينما يحتاج إلى مرح الخليلة.
وهي كل شيء.
ومنها أيضا أن الزواج يكسب الرحمة، لذلك فإن المتزوج الذي له أطفال أرحم من المتزوج الذي ليس له أطفال أو غير المتزوج، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم الناس فها هو يصلي العصر بالمسلمين وإمامة بنت زينب على كتفه وكان عمرها سنتين فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها.
وصلى أيضا الظهر بالناس فارتقى الحسن أو الحسين ابن بنته فاطمة الزهراء على ظهره صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فأطال السجود فلما سلم قال: لعلي أطلت عليكم؟ ثم قال: إن ابني ارتحلني حتى رقى على ظهري فخشيت أن أقوم فأؤذيه (رواه النسائي) . وكان يقول لأصحابه: (والله إني لأدخل في الصلاة وأريد أن أطيل فأسمع بكاء الطفل فأخفف لما أجد من وجد أمه عليه) (متفق عليه) .
وقبل الإقدام على الزواج لا بد أن تعرف أخي الزوج أن الحياة الزوجية ليست متعة فحسب، إنما هي مسؤولية كبيرة، ولا بد أن يكون لك بعد أفق وتفكر ثاقب قبل خوض هذه الحياة، لذا أضع بين يديك وصايا مهمة كي تبني حياتك الزوجية على أساس متين.
الاستخارة: