وعن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس: هل تزوجت؟ قلت: لا، قال: فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء (رواه البخاري) .
وعن ابن مسعود قال: لو علمت أنه لم يبق من أجلي (( أي عمري ) )إلا عشر ليال لأحببت أن لا يفارقني فيهن امرأة (أخرجه عبد الرزاق في مصنه وكذلك ابن أبي شيبة) .
وسئل أحمد: يؤجر الرجل أن يأتي أهله وليس له شهوة؟، قال: إي والله يحتسب الولد، وإن لم يرد الولد يقول: هذه امرأة شابة لم لا يؤجر؟ وعن ميسرة قال: قال لي طاووس لتنكحن أو لأقولن لك ما قال عمر لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور"وقصد عمر أن يحثه على الزواج خاصة إذا رأى أبا الزوائد الكبير في السن الذي لم يتزوج".
وقال وهب بن منبه: مثل الأعزب مثل شجرة في فلاة يقلبها هكذا وهكذا.
تأمل قول ذي نصح وود ... وبادر بالزواج تنل فخارك
وخذ من منبت حر أصيل ... وعمر بالتقى والخير دارك
ولا تغتر بالحسناء تزهو ... بأخبث منبت تجلو بوارك
وتقوى الله خير الزاد فاعمر ... بذكر الله ليلك أو نهارك
والأنبياء طلبوا الولد، يقول الله تعالى عن زكريا عليه السلام: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [سورة آل عمران 8] . وقال أيضا: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [سورة الأنبياء:89] .
وقال عن إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [سورة إبراهيم:40] .
وقال أيضا: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [سورة الرعد:38] .
وعلى هذا فاحذر من الاستجابة للدعوات المضللة التي ينادي بها أعداء الإسلام وهي الدعوة إلى تحديد النسل لإضعاف المسلمين وكسر شوكتهم وتقليل عددهم على المدى البعيد ليسهل القضاء عليهم ...
ومنها أن المبادرة تدعو إلى العفة وغض البصر عن المحرمات، أضف إلى ذلك أن المبادرة في الزواج تمكن الرجل بإذن الله إذا رزقه الله أولادا من تربيتهم والقيام بشؤونهم وإعدادهم لمستقبل حياتهم وجعلهم رجالا صالحين مصلحين ينفعون أنفسهم وأمتهم ويجعل منهم عماداً لها وقوة يرهب بهم أعداءها وتقوى شوكتها وتحفظ هيبتها وكرامتها ويدفع من يريد إذلالها واستعبادها.