حرم حلالا" (رواه البخاري) ."
وللعلم فإن الشروط التي يجب على الزوج الوفاء بها هي الشروط المباحة والجائزة شرعا الغير منافية لمقتضى النكاح ومقصده، كاشتراط العشرة بالمعروف والإنفاق عليها وأداء حقوقها وغير ذلك من الشروط حتى ولو كانت من أمور الدنيا فالمهم عدم مخالفتها للشرع واشتراط مواصلة الزوجة للدراسة ...
الحث على الزواج والترغيب فيه
لقد حث الإسلام على الزواج ورغب فيه وندب إليه فقال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} (سورة النور 32) وقال سبحانه: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} (سورة النساء 3) وقال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (سورة الروم 21) وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (سورة الحجرات 13) .
وأوصى به عليه الصلاة والسلام ودعا إليه الشباب وخصهم بالخطاب لا سيما إذا وجدت القدرة على مؤونته ونفقاته.
والدافع الغريزي نحوه حتى لا تزل القدم في مهاوي الردى فقال عليه الصلاة والسلام:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (متفق عليه) .
وقال:"تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة".
والزواج هو أهم مقومات الحياة والمتمم للوظائف الحيوية والحافظ للجامعة البشرية من الانقراض والزوال بإذن الله وأساس لتقدير المرء في الهيئة الاجتماعية وفي الحديث"حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة" (رواه أحمد والنسائي والحاكم وسنده جيد) .
إن ترك الزواج مع القدرة عليه وتوفر دواعيه مخالفة للشرع ومجانبة للصواب، وقد ركب الله سبحانه البشر على الزواج وجبلهم عليه، ولا يقاس على من تركه فهو ناد عن الفطرة السليمة ولكل قاعدة شواذ.
يقول سفيان بن عيينة، حدثنا ابن عجلان قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حول قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ... الآية} (سورة النور:32) إني لأعجب ممن يدع النكاح بعد سماعه لهذه الآية.
فإن كان الذي رد الرجل عن الزواج هو الفقر فالله تعالى سيجعل الزواج يسرا إذا قارنه نية صالحة، يقول قتادة رضي الله عنه: ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قال: ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الزواج وقد وعده الله به فقال: وَأَنْكِحُوا