الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (النور:32) وفي لفظ: اطلبوا الفضل في الباءة وفي الحديث"ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله والمكاتب يريد الأداء والناكح يريد العفاف" (رواه الترمذي والنسائي) .
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} (سورة الطلاق:2) .
وعلى الرجل أن يسعى ولا يكسل بل يفعل السبب.
توكل على الرحمن في كل حاجة ... ولا تؤثرن العجز يوما على الطلب
ألم تر أن الله قال لمريم ... إليك فهزي الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزها ... جنته ولكن كل شيء له سبب
وأما إن كان الذي يمنع من الزواج هو دعوى الزهد في الدنيا فإن من اعتقد ذلك فقد أبعد النجعة، فالزهد الحقيقي باتباع شرع رسول الله وليس هناك أزهد منه عليه الصلاة والسلام والله يقول: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (سورة القصص:77) .
وإن من أعظم النصيب في الدنيا الزواج، وقد قال عليه الصلاة والسلام:"الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" (رواه مسلم) .
وعن سعيد بن هشام أنه دخل على عائشة رضي الله عنها فقال لها: إني أريد أن أسألك عن التبتل فما ترين فيه فقالت: لا تفعل أما سمعت الله يقول: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} (سورة الرعد:38) فلا تبتل مع هذا (أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني) .
وقال عليه الصلاة والسلام:"أفضل هذه الأمة أكثرها نساء" (رواه البخاري) قال محمد بن كثر: وحب النساء ليس من حب الدنيا المذموم ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حبب إلي من دنياكم ثلاث. ذكر منها النساء".
ويروى عن عمر أنه قال:"ليس في النساء سرف ولا في تركهن عبادة ولا زهد"ويروي الزبير بسنده إلى سفيان قال:"كان عند علي بن أبي طالب أربع زوجات وتسعة عشر وليدة وكان يقول: إني لمشتاق إلى العروس".
ولقد تزوج النبي عليه الصلاة والسلام وحث عليه كما سبق وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة رسول الله فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر: وأنا لا آكل اللحم وقال آخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فبلغ ذلك النبي صلى الله