قطني) ومما قالوا: (( الوقاية خير من العلاج ) ). أرجو أن يعرف مقصودي ولا يحمل كلامي على غير محمله فهو اجتهاد على كل حال لتوخي السلامة واتقاء الضرر والحق لا بد أن يقال ولو لم يلتفت إليه الناس.
ويطلق الناس أو بعضهم هذه العبارة على ما يهديه الزوج لزوجته وأهلها بعد العقد غالباً من مطعومات وملبوسات وهدايا أخرى تعبرا عن الفرحة وإكراما للزوجة وقد أصبح هذا الشيء عرفا سائدا عند بعض المناطق وحكمه الجواز بل هو أمر محمود إن قصد الزوج به وجه الله لاسيما إن كان أهل الزوجة فقراء وله أجر كبير ولكن عندما يخرج الجهاز عن الحد فإنه يكون مذموما خاصة إذا كان فيه بذخ وإسراف وضياع أموال ومجاملات وغيرها.
وعند ذلك يجب إنكاره والذي يتضرر هو الزوج فيجلب أشياء لا حاجة لها ويتكلف ويستدين لأجل ذلك فيكون عبئا ثقيلا عليه، وقد ترسخ عند البعض حتى صار مسلماً لديهم بل من ضروريات الزواج و به يقيسون كرم الزوج وخلقه ورجولته ... فإن أحضر الزوج الجهاز وكان كثيرا وفيه حقائب لا يكاد الواحد يفتحها -كما يقولون- من عظم ما فيها فإن هذا الزوج سيكون له المكانة العالية في القلوب وأنه يحب خطيبته أما إن لم يحضره أو لم يكن كثيرا وضع الزوج في القائمة السوداء وينقده الناس فإن كان الجهاز بهذه المثابة لدى الناس فإنهم أخطأوا الفهم والإدراك، وكم حصلت منازعات ومشاكل من وراء هذه العادة، ولا أقول ذلك من نسج الخيال ولكن الواقع يشهد على ذلك وقد رأينا وسمعنا من أولياء الأمور من يتكلم في المجالس ويغتاب خطيب ابنته لأنه لم يحضر إلا القليل من الجهاز وبعضهم قام بترجيع الجهاز للزوج بحجة أنه غير كاف، والمواقف كثيرة.
إن ذلك والله لنقص في العقل فما أدري متى نتجاوز هذه الأمور ونيسر المهور لتتبارك الأفراح وتفوح بالسرور فأدعو كل زوج وولي أمر أن يتعقلوا المسألة ويبتعدوا عن مثل هذه العادات التي فيها كلفة وإرهاق لمن يريد الزواج وفي الآونة الأخيرة تعارف بعضهم على أن الزوج يدفع للمرأة مبلغا تجهز نفسها منه وتشتري جميع ما يلزمها بما فيه المهر وأتوقع أن هذا أفضل من غيره إذا خلا من المغالاة فيما يعطى للمرأة ولم يكن هناك إسراف وبذخ.
أخي الزوج لنقف قليلاً بعد أن أصبحت ربا لأسرة وعلى عتبة مرحلة جديدة في حياتك فلا بد أن تكون واعيا لمستقبلك ومقدرا حجم الأمانة والمسئولية التي صرت مكلفا بها ولئن كنت بالأمس وحدك فالآن أتى من يشاركك ولئن كنت في الماضي تفكر لنفسك فالآن تفكر لك ولغيرك ومنذ العقد وإلى أن تخلوا بزوجتك ليلة زفافك فإنه يحدوك الأمل المشرق والمستقبل الباسم والتفكر في السعادة لذلك فهذه الفترة فترة استراحة لا بد أن تنتبه إلى أمر مهم غفل عنه كثير من الأزواج.