فهرس الكتاب
الصفحة 117 من 121

اعلم أخي الزوج أنه من حين العقد أصبحت المرأة زوجتك وفي عصمتك لك أن تراها وأن تكلمها وأن تخلو بها، وهذا شيء لا يجهله أمثالك ولكن لدي كلام لم يألفه بعض شبابنا خاصة هذه الأيام التي يطلق عليها بالحضارة والتقدم، وأرجو أن يفهم مقصودي ولا يحمل على غير محمله.

أخي الزوج: إن كثيرا من الشباب على عتبة الزواج يرون أن أيام الخطوبة وقبل الدخول بالزوجة أياما عظيمة تتربى فيها الفرحة ويطير فيها الفؤاد محلقا في سماء المشاعر والأنس وحياة تنطق بالأمل المشرق والأحلام السعيدة.

وطيلة هذه الفترة طالت أو قصرت فإنه مشغول بالحب والغرام عن أمور مهمة في حياته رماها خلف ظهره في سبيل إشباع رغبته، من رؤية حبيبته والتسلي معها بلذيذ الحديث والعبارات اللطيفة وأحلام المستقبل بل ويرى نفسه كعصفور ظل حبيس الحرية في قفص وفجأة يخرج منه إلى الفضاء إلا من رحم الله وكل ذلك مباح شرعا، إذا خلا من المنكرات، ولكن ليس كل مباح نتركه دون ضوابط وتوجيهات، فإليك أخي ما لمسته من سلبيات لدى الكثيرين في هذه الأيام لعلك أن تستفيد والسعيد من وعظ بغيره، وأذكرها باختصار:

· ضياع الوقت وإهداره في الجلوس معها والسهر الطويل المفرط أو عبر الهاتف وقد ينجم عن ذلك ضياع لصلاة الفجر وأمور أخرى.

· الإسراف وضياع الأموال في سبيل التقرب منها وشراء ما يزيد عن الحاجة في سبيل كسب ثنائها من هدايا وغيرها وربما أثقل أهله بالديون منذ البداية وبعضهم تصل إليه فاتورة الهاتف وفيها آلاف الريالات.

· تجاهل المسؤلية والبعد عن أداء الحقوق الواجبة للنفس والوالدين وصلة الرحم فليس هناك وقت (( والمشغول لا يشغل ) )والأشد من ذلك هجر الدعوة إلى الله وهذا ما يقصدونه من قولهم: (( الزواج مقبرة للدعاة ) ).

· كثرة التفكير وما يصحبه من هموم وإخفاق في جوانب عديدة في الحياة لا سيما في مجال الدراسة والمعاملة مع الناس وربما يتبع ذلك ضعف البنية وقد يحدث أمراضا نفسية وعصبية وعضوية خاصة إذا تخلل هذه الأيام بعض الصدمات الغير متوقعة أو مشاكل أسرية والواقع يشهد بذلك.

· ذهاب الوقار والهيبة أو شيئا منهما في سبيل هذه اللذة والوقوع في إحراجات ومغالطات أو مهاترات كان الأولى تجنبها مما يوجه أنظار الناس وكلامهم وسقط مأخذهم لاسيما السفهاء ومحترفي أكل لحوم الناس والتفكه بأعراضهم.

· لا ينتبه بعض الشباب إلى أن كثرة المجيء إليها في بيت أهلها وتكرار الاتصال هاتفيا وفي أوقات غير مناسبة يضايق أهلها شعر بذلك أم لم يشعر، وقد يطلع على عورات البيت وأسرار المنزل في تكرار المجيء.

· قد يجلب ذلك مشاكل على نفسه هو في غنى عنها لاسيما مع المتعصبين للعادات الذين يرون أن رؤية المرأة حتى ولو بعد العقد عليها عيبا وفضيحة، فضلا عن رؤيتها قبله، بل يرونه طعنا لكرامة القبيلة. والشيطان يوسوس لهم وقد يحدث ما لا تحمد عقباه من ضرب وقتل وغيره.

· انطفاء لذة ليلة العرس والزفاف وذهاب هيبتها وذلك بعد التعود على الملاقاة والحديث وقد يقول بعضهم: إن من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام